للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفلسفة" " ١٩٢٧ " و"دراسات في تاريخ الفلسفة الألمانية" و"دراسات في الأخلاق والتربية وفي كتبه: "بسكال" " ١٩٠٠ " و"نفسية التصوف" " ١٩٠٢ " و"العلم والدين في الفلسفة المعاصرة" " ١٩٠٨ " و"وليم جيمس" " ١٩١١ ". وطريقته في تأريخ الفلسفة مثال يحتذى، فهي موضوعية تعرض المذاهب على الصورة التي وضعها عليها أصحابها، وتعقب عليها تعقيبًا مقتصدًا, في أسلوب ناصع رصين.

١٨٧ - ألفريد فويي " ١٨٣٨ - ١٩١٢ ":

أ- بعد أن صنف كتابًا في "فلسفة سقراط" "في مجلدين" وآخر في "فلسفة أفلاطون" " في أربعة مجلدات" شرع ينشر مذهبًا خاصًّا مؤداه أن من المستحيل اعتبار الظاهرة الوجدانية عرضا طارئا على التغير العصبي كما يقول الماديون, فإنها لو كانت كذلك لكانت عديمة النفع للحياة وانقرضت وظيفة التفكير, وإن قليلا من التأمل يرينا أن الفكرة "أي: الظاهرة الوجدانية" هي قوة تبعث فكرات أخرى وتدفع إلى العمل. أجل إن كل فكرة فهي قوة وميل إلى الحركة يتحقق من تلقاء ذاته إذا لم تعارضها فكرة أخرى. فلا ينبغي التمييز بين عقل وإرادة، أو بين فكرة معلومة فحسب وفعل يحققها, والفكرة التي هي قوة, وهذا اسم نظريته " ldee-force" تسمح لنا بإنقاذ القيم الروحية التي يتهددها المذهب المادي كما يبدو في نظرية التطور إذ يضع القوة في الطبيعة الخارجية ويجعل النفس تابعة لها منفعلة بها. فمسألة الحرية مثلا تحل بأن الموجود الذي يعتقد نفسه حرا تختلف سيرته عن سيرة الذي يعتقد نفسه مجبرًا, فإنه يغير من شأنه، وهذه خاصية الموجود المشارك في الحياة الروحية بينما خاصية المادة الجمود ومطاوعة القوانين الآلية. فما علينا إلا أن نؤمن بالحرية حتى تصير الحرية أمرًا واقعًا "كتاب "الحرية والجبرية" ١٨٧٢ ".

ب- ثم طبق فويي نظرية الفكرة التي هي قوة على الوجود بأسره. فذهب إلى أن كل موجود فهو متقوم بفكرة هي قوة تبدو صورتها الأولية في النزوع الغامض إلى البقاء, ثم تنمو بالتطور من اللاشعور في الجماد إلى الشعور الواضح في العقل الإنساني, حتى إذا ما بلغت إلى هذه الدرجة كانت كفيلة بتحقيق

<<  <   >  >>