الأرواح الشخصية التي خلقها، وذلك هو مكان الخير بالذات وسائر الخيرات". كذلك يثبت موضوعية الظواهر باعتبارها موضوعات العلوم الواقعية، ويحاول أن يفسر هذه الموضوعية دون الخروج على التصورية فيعرض نطرية "العلامات المكانية".
ج- هذه النظرية مقصورة على إدراك المكان باللمس والبصر، وهي ترمي إلى بيان أن التأثيرات الواردة من خارج على العين وعلى سطح الجسم متمكنة ومختلفة بعضها من بعض بأمكنتها, فكل نقطة من الشبكية أو أديم الجلد تنفعل بكيفية خاصة بها وكل تأثير يعرض للشعور له طابع متميز، وهذا الطابع هو "العلامة المكانية" وهي إحساس عضلي مصاحب للتأثير اللمسي أو البصري، وهي "نظام من الحركات" أو من الميول للحركة يبعثها كل تأثير, وهي أيضًا "موجة الإحساسات الثانوية" إذ إن كل تأثير على نقطة من الجسم فهو يحدث في المنطقة المجاورة توترا أو ضغطا يعين مكان التأثير في الجسم تعيينا دقيقا. هذا هو الحل الذي رآه لوتزي وسطًا بين التصورية القائلة: إن إدراكنا إنما ينصب أولًا وبالذات على ظاهرة وجدانية، وبين الوجودية التي تضع في الخارج مقابلات للظواهر, فيحاول هو تفسير الانتقال من الأثر الجسماني إلى الإدراك النفسي باعتبار اختلاف الأمكنة اختلافًا في الطابع أو الكيفية.
١٩١ - فخنر " ١٨٠١ - ١٨٨٧ ":
أ- أستاذ بجامعة ليبزج. عرف أولا بمذهب ميتافيزيقي لم يكن ليذكر لولا غرابته في العصر الحديث وتأثيره مع ذلك في بعض المفكرين الأمريكيين, ومنهم وليم جيمس. فإنه يذهب في كتابه "زند أفستا أو أمور السماء وما بعد الموت" إلى أن الميتافيزيقا علم حق يقوم على حاجة فينا للإيمان بمبدأ عدل وخير، وأن الدليل الأقوى على وجود هذا المبدأ هو كوننا نبحث عنه ولا يسعنا إلا أن نبحث عنه. ثم إن معيار الإيمان فائدته العلمية؛ ولهذا الإيمان فائدة كبرى. ومنهج الميتافيزيقا تصور العالم على مثال وجداننا، فكما أن موضوع العلم الطبيعة المنظورة المعلومة بالملاحظة والاستقراء، فكذلك موضوع الميتافيزيقا باطن الطبيعة يدرك بالحدس الباطن. هذا الحدس يظهرنا على أن الوجدان تقدم أفعال من الماضي