" ١٩٢٤ - ١٩٣٨ ". أهم كتبه:"المبادئ الرياضية" في ثلاثة مجلدات " ١٩١٠ - ١٩١٣ " بالاشتراك مع برترند رسل؛ و"بحث في مبادئ المعرفة الطبيعية"" ١٩١٩ "، و"معنى الطبيعة"" ١٩٢٠ "؛ و"العلم والعالم الحديث"" ١٩٢٦ "؛ و"الدين في تكونه"" ١٩٢٦ ". وهو يرمي إلى نصرة الموضوعية كما تبدو في الوجدان, فلا يقر العلماء على رد الأشياء إلى عناصر عاطلة من الكيفيات, ولا يقر الماديين على إنكار الجمال والأخلاق والدين؛ بل يرى أن للكائن أيًّا كان طبيعة معينة، وأنه عبارة عن كل أو نظام أجزاؤه وتركيبها تابعة لطبيعة الكائن. غير أن هذه الأجزاء ليست عناصر أو مركبات من عناصر, وإنما هي أحداث أو وحدات مكانية زمانية وعلاقات بين الأحداث، تجري هذه وتلك بمقتضى قوانين ثابتة، وجملة هذه القوانين تمثل الألوهية التي لم تتحقق ولن تتحقق أبدًا تمام التحقق لأن قانون الوجود التطور المتصل.
٢٠٦ - فرديناند شيلر " ١٨٦٤ - ١٩٣٧ ":
أستاذ بأكسفورد, صاحب "المذهب الإنساني" Humanism عرضه في كتابه "دراسات في المذهب الإنساني"" ١٩٠٧ ". هذا المذهب هو البراجماتزم، وجاء اسمه من أن المعرفة هي الشرط الأول للعمل المنتج، وأنها أمر إنساني تابع لأغراضنا الحيوية، فإن نظرتنا إلى الأشياء تختلف باختلاف المركز الذي ننظر منه، ولا ندرك منها كل ما يمكن إدراكه بل نختار من بين عناصرها تبعًا لاتجاه انتباهنا، ونرتب العلاقات بين الأشياء تبعًا للغاية التي نتوخاها، ونؤلف تصديقاتنا في مجاميع نسميها المنطق والهندسة والحساب وما إلى ذلك من العلوم، فهذه العلوم مشبعة بالإنسانية لأنها من صنعنا ومرتبة لأغراضنا. فالأحادية مذهب خطر لأنها تعتبر التغير والعمل وهمًا فتؤدي إلى القعود، وهي مذهب خاطئ لأنها تزعم أننا لا نتصور موجودًا ما إلا كجزء من كل, بحجة أن كل حقيقة فهي متفقة مع سائر الحقائق، في حين أن المنهج الإنساني لإدراك الحقيقة يدل على أن الحقيقة أمر شخصي كما سبق القول، العالم إذن متكثر يتطور على الدوام ويستكمل ذاته بفعل أفراد أحرار كي ينتهي إلى ضرب من النجاة أو الانسجام الكلي، مع وجود إله شخصي.