أ- أستاذ للفلسفة بجامعة كمبردج " ١٩١٠ - ١٩١٦ " وأحد أعلام المنطق الرياضي في هذا العصر. نشر كتبًا كثيرة: منها كتاب قيم عن "فلسفة ليبنتز"" ١٩٠٠ " و"مبادئ الرياضيات"" ١٩٠٣ " و"المبادئ الرياضية" بالاشتراك مع هوايتهد كما ذكرنا, و"مسائل الفلسفة"" ١٩١٢ " و"معرفتنا بالعالم الخارجي"" ١٩١٤ " و"المدخل إلى الفلسفة الرياضية"" ١٩١٨ " و"تحليل الفكر"" ١٩٢١ " و"تحليل المادة"" ١٩٢٧ " و"موجز الفلسفة"" ١٩٢٨ " و"تاريخ الفلسفة الغربية"" ١٩٤٦ " وكتب أخرى في الفلسفة والسياسة والتربية كانت هدفًا لنقد المحافظين لما حوت من آراء متطرفة. وهو يذهب مع هوايتهد إلى إمكان استنباط الرياضيات من المنطق، ويعلن المنطق "المنقذ الأعظم" لأن الفلسفة تتطلب البرهان المنطقي، وليست تأليفًا تمليه المنافع الإنسانية كما يريد أصحاب البراجماتزم، والمنطق يدرس جميع العلاقات الممكنة، وهذه العلاقات تأليفات حرة تحسم بينها التجربة فيؤخذ بالعلاقات المطابقة للتجربة ويغفل ما عداها. والعالم الخارجي متكثر؛ وأصوله أو مبادئه ذرات هي أحداث, والمركبات تتألف من هذه الأصول، ولكن للمركب خواصه وفعله فلا يمكن تصوره كأنه مجرد مجموع.
ب- فالفلسفة الإنجليزية كما يمثلها هؤلاء الذين ذكرناهم تنقسم إلى فرقتين: فرقة هجلية ترى أن العالم يؤلف كلا واحدا وأن الأشياء مترابطة بالذات بحيث لا يدرك شيء في ذاته مستقل عن غيره، وفرقة تقبل المعرفة كما تبدو في الوجدان وتقول: إن الأشياء مستقلة وإن العلاقات متخارجة بما فيها علاقة المعرفة بالمعروف, وإن هذه العلاقات لا تغير طبائع الأشياء، وإن موضوع المعرفة يمكن لذلك أن يكون لاذهنيا إذ إن المعرفة حضور الشيء للحدس حضورًا مباشرًا. وهذه الفرقة الثانية تدعى بفرقة الوجودية الجديدة Neo-realism ترمي إلى صيانة المعرفة الموضوعية وحياة الفرد وغاياته.