أو الكسر والإسكان ليس بحاجز ... ويضعف بعد الفتح والضّم أرجلا
لعبره مائه وجهه وليكه وبعضهم ... سوى ألف عند الكسائي ميّلا
أخبر أن إمالة الكسائي توجد في هاء التأنيث وما قبلها في حال الوقف ما لم يكن الواقع قبل الهاء حرفا من عشرة أحرف، ثم ذكر الأحرف العشر فقال ويجمعها حق ضغاط عص خظا، وهي الحاء نحو النطيحة والقاف نحو الحاقة والضاد نحو قبضة والغين نحو بالغة والألف نحو الصلاة والطاء نحو بسطة والعين نحو القارعة والصاد نحو خصاصة والخاء نحو الصاخة والظاء نحو موعظة فتمتنع الإمالة لذلك وأشار بقوله ليعدلا إلى هذه الحروف العشرة تناسب الفتح دون الإمالة. ثم قال: وأكهر أي وحروف أكهر وهي أربعة الهمزة والكاف والهاء والراء يعني إذا وقع أحد هذه الحروف الأربعة قبل هاء التأنيث ساغت الإمالة في ذلك على صفة وامتنعت على صفة وامتنعت على صفة فتصح الإمالة إذا كانت قبل هذه الحروف ياء ساكنة أو كسرة سواء حال بين الكسرة وبينها ساكن أو لم يحل، وهذا معنى قوله بعد الياء يسكن ميلا أو الكسر والإسكان ليس بحاجز أي ليس الإسكان بمانع للكسر من اقتضائه الإمالة فمثال الراء إذا وقع قبلها ساكن قبله كسرة نحو عبرة ألا ترى أن الراء في عبرة من حروف أكهر وقبلها العين مكسورة وبين الكسرة والراء ساكن لا يعد حاجزا وهو الباء. واختلف في فطرة لأجل أن الساكن حرف استعلاء ومثال الهمزة مائة فالهمزة من حروف أكهر وقبلها كسرة الميم ومثال الهاء وجهة وهي من حروف أكهر وقبلها الواو مكسورة وبين الكسرة والهاء ما لا يعد
حاجزا وهو الجيم ومثال الكاف ليكة وهي من حروف أكهر وقبلها الياء ساكنة فكل هذا ونحوه ممال للكسائي. ثم ذكر الصفة التي تمنع الإمالة معها في حروف أكهر فقال ويضعف بعد الفتح والضم يعني أكهر ضعفت حروفه عن تحمل الإمالة إذا انفتح ما قبلها أو انضم أو كان ألفا فمثال الهمزة بعد الفتح امرأة فإن فصل بين الفتح وبين الهمزة فاصل ساكن فإن كان ألفا منع أيضا نحو براءة وإن كان غير ألف اختلف فيه نحو سوأة وكهيئة والنشأة ومثال الكاف بعد الفتح مباركة والشوكة سواء في ذلك ما فصل فيه وما لا فصل فيه وبعد الضم نحو التهلكة ومثال الهاء بعد الفتح مع فصل الألف وغيرها من السواكن نحو سيارة ونضرة وبعد الضم مع الحاجز عسرة ومحشورة ويجمع ذلك كله أن تقع حروف أكهر بعد فتح أو ضم بفصل بساكن وبغير فصل