بعد أن لا أجمع بينهما وجملة الأمر أن الدوري ضم الأولى وكسر الثانية والليث بعكسه في وجه ومثله في وجه آخر فهذان مذهبان، والمذهب الثالث التخيير يقرأ الدوري بوجهين ضم الأولى وكسر الثانية وبعكسه كسر الأولى وضم الثانية وكذلك يقرأ الليث بالوجهين فإذا أردت جمعها في التلاوة فاقرأ
الأولى بالضم ثم الكسر، والثانية بالكسر ثم الضم كل هذا عن الكسائي فتعين للستة الباقين القراءة بكسر الميم في الكلمتين.
وآخرها يا ذي الجلال ابن عامر ... بواو ورسم الشّام فيه تمثّلا
أخبر أن ابن عامر في آخر السورة (تبارك اسم ربك ذو الجلال والإكرام)[الرحمن:
١٨٨] بالواو، وفي قراءة الباقين ذي الجلال بالياء ثم أخبر أنه مرسوم في مصحف الشامي بالواو وقوله تمثلا أي تشخص الواو في المصحف الشامي ورسم في غيره بالياء.
أخبر أن المشار إليهما بشين شفا وهما حمزة والكسائي قرآ بخفض رفع الراء في وحور وبخفض رفع النون في عين فتعين للباقين القراءة برفع الراء والنون فيهما ثم أخبر أن المشار إليهما بالصاد والفاء في قوله صحح فاعتلى، وهما شعبة وحمزة قرآ عربا بسكون ضم الراء فتعين للباقين القراءة بضمها.
وخفّ قد رنا دار وانضمّ شرب في ... ندى الصّفو واستفهام إنّا صفا ولا
أخبر أن المشار إليه بدال دار وهو ابن كثير قرأ نَحْنُ قَدَّرْنا [الواقعة: ٦٠] بتخفيف الدال فتعين للباقين القراءة بتشديدها ثم أخبر أن المشار إليهم بالفاء والنون والألف من قوله في ندى الصفو وهم حمزة وعاصم ونافع قرءوا شُرْبَ الْهِيمِ [الواقعة: ٥٥] بضم الشين فتعين للباقين القراءة بفتحها ثم أخبر أن المشار إليه بصاد صفا وهو شعبة قرأ إِنَّا لَمُغْرَمُونَ [الواقعة: ٦٦] بزيادة همزة الاستفهام على همزة الخبر فهو يقرأ بهمزتين محققتين الأولى مفتوحة والثانية مكسورة من غير مد بينهما وتعين للباقين حذف همزة الاستفهام والقراءة بهمزة واحدة مكسورة على الخبر.
بموقع بالإسكان والقصر شائع ... وقد أخذ اضمم واكسر الخاء حوّلا
وميثاقكم عنه وكلّ كفى وأنظرونا بقطع واكسر الضّمّ فيصلا أخبر أن المشار إليهما بشين شائع وهما حمزة والكسائي قرآ بِمَواقِعِ النُّجُومِ [الواقعة: ٥٧] بإسكان الواو وبالقصر أي بترك الألف فتعين للباقين القراءة بفتح الواو وألف بعدها. وهذه آخر مسائل