والهاء في حقه وضماه للفظ الصدفين ففيها ثلاث قراءات، ثم أمر لشعبة بالهمز الساكن في ائتوني المجاور لرد ما وكسر
الحرف الموالي له وهو التنوين في ردما لالتقاء الساكنين، يعني أن شعبة قرأ برد ما ائتوني بكسر التنوين وهمزة ساكنة بعده في الوصل وأن المشار إليهما بالفاء والصاد في قوله فشا صف وهما حمزة وشعبة بخلاف عنه قرآ قالَ ائْتُونِي [يوسف: ٥٩] وهو الثاني بهمزة ساكنة بعد اللام في الوصل ولا كسر قبله لأنه ليس قبله ساكن فيكسر لالتقاء الساكنين وإنما قبله لام قال وهي مفتوحة، ثم أمر أن يبتدأ ائتوني في الموضعين بإبدال الهمزة الساكنة ياء ساكنة وزيادة همزة الوصل مكسورة قبلها ثم ذكر قراءة الباقين فقال والغير يعني غير شعبة في الأول وغير حمزة في الثاني فيهما أي الموضعين بقطعهما أي بقطع الهمزتين ولم يبين فتحهما لأن فعل الأمر لا يكون فيه همزة القطع إلا مفتوحة ثم قال والمد أي والمد بعد همزة القطع المفتوحة بدءا وموصلا أي في حال الابتداء والوصل والخلف المشار إليه عن شعبة أنه قرأ في أحد الوجهين كحمزة وفي الوجه الثاني كالباقين.
وطاء فما اسطاعوا لحمزة شدّدوا ... وأن تنفد التّذكير شاف تأوّلا
أخبر أن أهل الأداء شددوا الطاء من (فما استطاعوا أن)[الكهف: ٩٧] لحمزة فالتقييد واقع بلفظة ما قبلها المصاحبة للفاء كما نطق به احترازا من الثانية وهي وما استطاعوا له نقبا فتعين للباقين القراءة بتخفيف الطاء، ثم أخبر أن المشار إليهما بالشين من شاف وهما حمزة والكسائي قرآ قبل أن تنفذ بياء التذكير فتعين للباقين القراءة بالتأنيث.
ثلاث معي دوني وربّي بأربع ... وما قبل إن شاء المضافات تجتلا
أخبر أن فيها تسع ياءات إضافة وهي معي صبرا في ثلاثة مواضع: مِنْ دُونِي أَوْلِياءَ [الكهف: ١٠٢]، وربي في أربعة مواضع: قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ [الكهف: ٢٢]، وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً [الكهف: ٣٨]، (فعسى ربي أن يؤتيني)[الكهف: ٤٠]، ويا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً [الكهف: ٤٢]، وقوله: وما قبل إن شاء أي والذي قبل إن شاء الله وهو ستجدني إن شاء الله صابرا.
أخبر أن المشار إليهما بالحاء والراء في قوله حلو رضا وهما أبو عمرو والكسائي قرآ يرثني ويرث بسكون الثاء في الكلمتين على الجزم فتعين للباقين القراءة برفع الثاء فيهما وأن المشار إليهما بالشين من شاع وهما حمزة والكسائي قرآ وقد خلقناك من قبل بنون وألف في قراءة الباقين وقد خلقتك بتاء مضمومة مكان النون والألف كلفظه بالقراءتين، وقوله وجها مجملا، أي وجها جميلا.