وفي واو سوآت خلاف لورشهم ... وعن كلّ الموءودة اقصر وموئلا
قوله: وفي واو سوآت احتراز من الألف التي فيها بعد الهمزة فإن فيها الأوجه الثلاثة:
لورش أي اختلف عن ورش في مد الواو من سَوْآتِهِما [الأعراف: ٢٠] وسوآتكم، وقصرها؛ فبعضهم نقل المد فيها وبعضهم نقل القصر فمن مد فله وجهان: المد الطويل المشبع والمد المتوسط على أصله في مد الواو إذا سكنت ولقيت الهمزة وانفتح ما قبلها نحو سَوْأَةَ أَخِيهِ [المائدة: ٣١]، ومن قصر ولم يمد فلأن أصل هذه الواو الحركة فحاصله أن في الواو ثلاثة أوجه وفي الألف ثلاثة أوجه وإن ضربت الثلاثة في مثلها صارت تسعة أوجه لورش رحمه الله وقد قطع في التيسير بتمكين سوآت فوجه القصر من الزيادات وقوله وعن كل الموءودة أقصر وموئلا أمر رحمه الله بقصر الواو من قوله تعالى: وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ [التكوير: ٨]، وموئلا بالكهف لكل القراء فورش مخالف لأصله والباقون على أصولهم ومراده الواو الأولى من الموءودة لأن فيها واوين فأجمعوا على ترك المد في الأولى وأما الواو الثانية فيها ففيها الأوجه الثلاثة لورش رحمه الله ورضي عنه.
[باب الهمزتين من كلمة]
أي باب حكم الهمزتين المعدودتين في كلمة واحدة. والهمزتان في هذا الباب على ثلاثة أنواع مفتوحتان أو مفتوحة بعدها مكسورة أو مضمومة فالهمزة الأولى لا تكون إلا مفتوحة وقدم الكلام على الهمزة الثانية فقال:
وتسهيل أخرى همزتين بكلمة ... سما وبذات الفتح خلف لتجملا
وقل ألفا عن أهل مصر تبدّلت ... لورش وفي بغداد يروى مسهّلا
أخبر رحمه الله أن الهمزة الأخيرة من الأنواع الثلاثة تسهيلها بين بين للمشار إليهم بسما وهم نافع وابن كثير وأبو عمرو ثم قال: وبذات الفتح خلف أي بصاحبة الفتح أي في الهمزة الثانية المفتوحة خلاف يعني التسهيل بين بين والتحقيق للمشار إليه باللام من قوله لتجملا وهو هشام ونبه بقوله