أخبر رحمه الله أن المشار إليه بالضاد في قوله: ضنكا وهو خلف أدغم في التاء والدال فتعين له الإظهار عند الأربعة الباقية، وقوله: وأدغم مولى إلى آخره أخبر أن المشار إليه بالميم من قوله مولى وهو ابن ذكوان أدغم في الدال فتعين له الإظهار عند الخمسة الباقية وتعين لباقي القراء وهما أبو عمرو وهشام إدغام ذال إذ في حروفها الستة والواو في وأدغم في الموضعين وفي ولا للفصل والواو في واصل وفي وجده للفصل بين الرمز والحروف المختلف في إدغامها، والضنك: الضيق، والتوم: جمع تومة والتومة: خرزة تعمل من الفضة كالدرة والدر معروف، والمولى هنا الولي والوجد الغني والرواية بضم الواو وقد تكسر وعليه قرأ روح من وجدكم، والواو بكسر الواو: المتابعة.
توضيح: القراء في فصل ذال إذ على ثلاث مراتب: منهم من أظهرها عند حروفها الستة وهم نافع وابن كثير وعاصم ومنهم من أدغمها في حروفها الستة وهما أبو عمرو وهشام ومنهم من أظهرها عند بعضها وأدغم في بعضها وهم الكسائي وخلف وخلاد وابن ذكوان فأما الكسائي وخلاد فإنهما أظهراها عند الجيم وأدغماها فيما بقي، وأما خلف فإنه أدغم في التاء والدال وأظهر عند ما بقي وأما ابن ذكوان فإنه أدغم في الدال وأظهر عند ما بقي.
أتى بدال قد وحروفها في بيت واحد كما فعل في إذ، أي والحروف التي تدغم فيها دال قد وتظهر عندها هي هذه الثمانية المضمنة أوائل الكلم التي وليتها وهي السين من سحبت والذال من ذيلا والضاد من ضفا والظاء من ظل والزاي من زرنب والجيم من جلته والصاد من صباه والشين من شائقا وأمثلتها السين نحو قَدْ سَأَلَها قَوْمٌ [المائدة: ١٠٢] ولَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ [آل عمران: ١٨١]، [المجادلة: ١]، والذال وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ [الأعراف: ١٧٩]، ليس غيره والضاد نحو فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا [النساء: ١١٦، ١٣٦] ولَقَدْ ضَرَبْنا [الروم: ٥٨]، [الزمر: ٢٧]، والظاء نحو فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ [البقرة: ٢٣١] ولَقَدْ ظَلَمَكَ [ص: ٢٤]، والزاي وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ [الملك: ٥]، ليس غيره ولجيم نحو قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ [آل عمران: ١٧٣] ولَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ [التوبة: ١٢٨]، والصاد نحو وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ [آل عمران: ١٥٢] ولَقَدْ صَرَّفْنا [الإسراء: ٨٩، ٤١]، والشين قَدْ شَغَفَها حُبًّا [يونس: ٣٠]، ولا نظير له والواو في ومعللا فاصلة يقال علله إذا سقاه مرة بعد أخرى، وقوله: ضفا أي طال وقوله ظل يقال ظل يفعل كذا إذا فعله نهارا وقد يراد به مداومة الفعل والزرنب: شجر طيب الرائحة يعمل منه أنفس الطيب، والانجلاء:
الانكشاف، والصبا: اسم للريح الشرقية، وإنما سميت صبا لأنها تصبو لوجه الكعبة.
أخبر أن المشار إليهم بالنون والباء والدال في قوله نجم بدا دل وهم عاصم وقالون وابن كثير أظهروا دال قد عند حروفها الثمانية وأتى بالرموز مؤخرة لعدم الالتباس. قوله:
وأدغم ورش ضر ظمئان أخبر أن ورشا أدغم في الضاد والظاء فتعين له الإظهار فيما بقي وأتى باسمه صريحا فلم يحتج إلى الواو الفاصلة بين الاسم والحرف لعدم الالتباس والواو في واضحا وامتلا للفصل بين المسائل، وقد تكرر في الموضعين بواو وأدغم بعدهما في هذا البيت والذي بعده فحصل أربع واوات، والنجم