للضمة والكسرة بدليل أنك إذا أشبعت الضمة أو الكسرة تولد منهما واو وياء، وقوله: وبعضهم أي وبعض أهل الأداء يرى محللا لهما أي يجوز الروم والإشمام في هاء الضمير كيف كان على أي حالة وجدت، ولم يستثن ما ذكره هؤلاء القوم، والوجهان جيدان، ومحللا من التحليل وهو: ضد التحريم.
[باب الوقف على مرسوم الخط]
الباب المتقدم كان في كيفية الوقف وهذا في بيان الحروف الموقوف عليها ومراده بمرسوم الخط يعني المصحف الكريم على ما وضعته عليه الصحابة رضي الله عنهم لما كتبوا المصاحف في زمن عثمان رضي الله عنه وأنفذها إلى الأمصار ففيها مواضع وجدت الكتابة فيها على خلاف ما الناس عليه الآن وأصل الرسم الأثر فيعني بمرسوم الخط ما أثره الخط فقال:
وكوفيّهم والمازنيّ ونافع ... عنوا باتّباع الخطّ في وقف الابتلا
ولابن كثير يرتضى وابن عامر ... وما اختلفوا فيه حر أن يفصّلا
أي روي عن نافع وأبي عمرو وعاصم وحمزة والكسائي الاعتناء بمتابعة صورة خط المصحف في الوقف وفعل ذلك شيوخ الأداء لابن كثير وابن عامر اختيارا دون رواية وليس هذا الكلام على عمومه بل يختص بالحرف الأخير نحو الصلاة فلا يوقف بالواو ونحو الرحمن وسليمان فلا بد من الألف علم هذا من قرينة الوقف. والابتلاء بالمد الاختبار أي إذا اختبروا بالوقف على كلمات ليست بموضع وقف ليعلم به معرفة القارئ بحقيقة تلك الكلمة أو إذا انقطع نفسه ويحتاج القارئ إلى معرفة الرسم في ذلك فيقف بالحذف على ما رسم بالحذف وبالإثبات على ما رسم بالإثبات، وقوله: وما اختلفوا فيه حر أن يفصلا أشار إلى أن بعض السبعة يخالف الرسم في بعض المواضع وحر أن يفصل ما اختلف فيه أي حقيق تفصيله أي تبيينه بطريق التفصيل واحدا بعد واحد في باقي الباب وأشار الناظم إلى المختلف فيه ولم يذكر المتفق عليه لأنه لم يضع هذه القصيدة إلا لما اختلفوا فيه، وهذه نبذة من المتفق عليه لتكمل الفائدة بذلك ومداره على معرفة الحذف والإثبات في الياء والواو والألف وعلى معرفة الموصول والمقطوع من الكلم (أما الياء) فإنها تنقسم إلى ما ذكر في باب الزوائد وغيره فأما ما ذكر في باب الزوائد فجميعه محذوف من المصحف. وأما ما لم يذكر
في باب الزوائد فإنه ينقسم إلى متحرك وساكن فالمتحرك كله ثابت في الرسم موقوف عليه بالسكون. والساكن ينقسم إلى ثابت في المصحف ومحذوف منه فالثابت في الرسم ثابت في الوقف والمحذوف في الرسم محذوف في الوقف وها أنا أذكر ما حذف من الياءات إلا أني لا أعدّ الزوائد اعتمادا على معرفتها من بابها فأولها بالبقرة فَارْهَبُونِ فَاتَّقُونِ وَلا تَكْفُرُونِ وبآل عمران وَأَطِيعُونِ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ [النساء: ١٤٦] ووَ اخْشَوْنِ الْيَوْمَ [المائدة: ٣] ويَقُصُّ الْحَقَّ [الأنعام: ٥٧] وفَلا تُنْظِرُونِ [الأعراف: ١٩٥]