لتجملا على ما حصل لها من المزية في قراءته باستعمال اللغتين والتحقيق له فيها من الزيادات ثم قال وقل ألفا عن أهل مصر تبدلت إلخ. يعني أن أصحاب ورش اختلفوا عنه في كيفية تغيير الهمزة الثانية ذات الفتح فمنهم من أبدالها ألفا وهم المصريون ومنهم من سهلها بين بين وهم البغداديون فتعين لباقي القراء تحقيق الهمزة الثانية كالأولى.
توضيح: قد عرف من هذين البيتين من له التحقيق والتغيير في الثانية وعرف من قوله بعد: ومدك قبل الفتح والكسر حجة بها لذ. أن قالون وأبا عمرو وهشاما يمدون بين الهمزتين وأن الباقين لا يفعلون ذلك وإذا اجتمع التحقيق والتغيير إلى المد بين الهمزتين وتركه كان القراء على مراتب فقالون وأبو عمرو يحققان الأولى ويسهلان الثانية ويمدان بينهما وابن كثير يسهل الثانية ولا يمد ويحقق الأولى إلا قنبلا في الأعراف والملك وورش له وجهان تحقيق الأولى وإبدال الثانية ألفا فإن كان بعدها ساكن طول المد لأجله نحو قوله
تعالى: أَأَنْذَرْتَهُمْ [يس: ١٠]، وليس في القرآن متحرك بعد الهمزتين في كلمة سوى موضعين يا وَيْلَتى أَأَلِدُ [هود: ٧٢]، في سورة هود وأَ أَمِنْتُمْ مَنْ [الملك: ١٦]، الوجه الثاني تحقيق الأولى وتسهيل الثانية من غير مد بينهما لورش وهشام له وجهان تحقيق الأولى والثانية أيضا وتحقيق الأولى وتسهيل الثانية مع المد في كليهما والكوفيون وابن ذكوان يحققون الأولى والثانية أيضا من غير مد بينهما وقوله: وفي بغداد، الرواية بإعجام الذال الثانية وإهمال الأولى وفيها ست لغات بدالين مهملتين وبإعجامهما وبإعجام الأولى وإهمال الثانية وعكسه وبنون بعد الألف مع إعجام الأولى وإهمالها.
ولما ذكر حكم تسهيل الهمزة الثانية من الأنواع الثلاثة على العموم أتبعه حكم ما تخصص وقدم التي في فصلت فقال:
وحقّقها في فصّلت صحبة ... ء أعجميّ والأولى أسقطنّ لتسهلا
بين رحمه الله تحقيق الهمزة الثانية التي هي ذات الفتح وذلك بعد تحقيق الأولى من أأعجمي وعربي في سورة فصلت المشار إليهم بصحبة وهم حمزة والكسائي وشعبة قرءوا بهمزتين محققتين ثم أمر بإسقاط الأولى للمشار إليه باللام في قوله لتسهلا وهو هشام وقوله في فصلت (احترز به)، من قوله تعالى: يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ [النحل: ١٠٣]، بالنحل ولا يرد عليه وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا [فصلت: ٤٤]، لأنه منصوب وهذا لفظه في البيت مرفوع ولم يتعرض هنا للمد والقصر لبقاء من قرأ بهمزتين في ذلك على ما تقدم فنافع إذا