للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وما بعده كسر أو اليا فما لهم ... بترقيقه نصّ وثيق فيمثلا

أخبر أن الكسرة والياء يوجبان الترقيق إذا كانا قبل الراء فأما إذا وقعا بعد الراء نحو يرجعون وكرسيه وشرقية وغربية وأرجئه ورضيا وردف لكم ومريم وقرية وشبه ذلك فإنهما لا يوجبان الترقيق ويفخم ذلك كله على الإطلاق وقد رقق بعضهم واعتمد مع ضعف الرواية على القياس وإلى هذا أشار الناظم بقوله: فما لهم بترقيقه نص وثيق فيمثلا:

وما لقياس في القراءة مدخل ... فدونك ما فيه الرّضا متكفّلا

أي خذ ما فيه الرضا يعني ما ذكره من التفخيم في جميع ذلك عن أشياخه الذين تكفلوا بنقله:

وترقيقها مكسورة عند وصلهم ... وتفخيمها في الوقف أجمع أشملا

ولكنّها في وقفهم مع غيرها ... ترقّق بعد الكسر أو ما تميّلا

أو الياء تأتي بالسّكون ورومهم ... كما وصلهم فابل الذّكاء مصقّلا

أخبر أن الراء المكسورة لا خلاف في ترقيقها في الوصل نحو دسر ومنهمر ومذكر ومثل ذلك ما لم تكن في الآخر نحو رجال وريح وآخرين وكافرين وشبه ذلك. ثم قال:

وتفخيمها في الوقف أجمع أشملا، أخبر أن السبعة الأشياخ وقفوا على الراء المكسورة بالتفخيم نحو مطر ودسر ونبه بقوله أجمع أشملا على كثرة القائلين بالتفخيم ثم قال ولكنها في وقفهم مع غيرها ترقق بعد الكسر أي ولكن الراء المكسورة حكمها في الوقف بالإسكان مع غيرها من الراءات المفتوحة والمضمومة أن ترقق بعد الكسرة نحو مقتدر وفلا ناصر وبه السحر. ثم قال أو ما تميلا يعني إذا كان قبلها حرف ممال فإنها ترقق نحو القهار والأبرار والدار في مذهب من يميل ذلك وبشرر في مذهب ورش. ثم قال أو الياء تأتي بالسكون أي إذا وقع قبلها ياء ساكنة فإنها ترقق نحو الخبير ولا نصير وقدير وقوله: ورومهم كما وصلهم.

أخبر الآن بحكم الراء إذا وقف عليها بالروم لأن كلامه قبل هذا على حكم الوقف بالإسكان، يعني الراء تعتبر في الروم بحالها في الوصل فإن كانت في الوصل مفخمة فخمت وإن كانت في الوصل مرققة رققت في الوقف بالروم ولا ينظر في الروم إلى ما قبلها كما فعل في الإسكان. وقوله: فابل الذكاء أي اختبر الذكاء، وهو سرعة الفهم، ومصقلا أي مصقولا:

وفيما عدا هذا الذي قد وصفته ... على الأصل بالتّفخيم كن متعمّلا

لما ذكر ما يرقق من الراءات في مذهب ورش وحده وفي مذهب السبعة أيضا وبين أحكام ذلك في الوصل والوقف. أخبر أن ما عدا ذلك مفخم على الأصل وهذا المعنى معروف بطريق الضدية لأن الترقيق ضد التفخيم وقد تقدم أن الأصل في الراءات التفخيم، ومتعملا بمعنى عاملا أي كن عاملا بالتفخيم على الأصل.

<<  <   >  >>