كتب من كلمتين موصولتين لم يوقف إلا على الثانية منهما وما كتب منها مفصولا يجوز أن يوقف على كل واحدة منهما ومثاله مما هما كلمتان كتبتا بالوصل وبالقطع فتقف في الموصول على ما وفي المقطوع على من
وكذلك تفعل فيما بقي من المقطوع والموصول. ثم شرع في ذكر الحريّ بالتفصيل واحدا بعد واحد فقال:
أمر أن يوقف بالهاء على ما رسم من هاء التأنيث بالتاء للمشار إليهم بحق والراء في قوله: حقا رضا وهم ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويوقف للباقين بالتاء وفهم من تقييد محل الخلاف بالوقف أن الوصل بالتاء على الرسم، ومن قوله إذا كتبت بالتاء أن المرسومة بالهاء لا خلاف فيها بل هي تاء في الوصل هاء في الوقف، وأما ما كتبت بالتاء فنحو رحمت ونعمت وامرأت وسنت ومعصيت ولعنت وابنت وقرت ومرضات وذات وبقيت وهيهات وفطرت ولات حين وشجرت وجنت وكلمت ويا أبت وشبه ذلك فعوّل عليه،
وفي اللّات مع مرضات مع ذات بهجة ... ولات رضى هيهات هاديه رفّلا
أمر بالوقف بالهاء على قوله تعالى: أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ [النجم: ١٩]، ومرضات كيف جاء وذات بهجة وَلاتَ حِينَ مَناصٍ [ص: ٣]، للمشار إليه بالراء في قوله: رضا، وهو الكسائي فتعين للباقين الوقف بالتاء ثم أخبر أن هيهات كهذه الكلمات يعني في الوقف عليها بالهاء للمشار إليهما بالهاء والراء في قوله: هاديه رفلا وهما البزي والكسائي فتعين للباقين أيضا الوقف بالتاء وليس الكلام في بهجة فإن الوقف عليها بالهاء إجماع لأنها رسمت كذلك بل الكلام على ذات التي قبل بهجة بخلاف ذات بينكم ونحوها، ومعنى رفل. عظم.
وقف يا أبه كفؤا دنا وكأين ال ... وقوف بنون وهو بالياء حصّلا
أمر بالوقف على يا أبت بالهاء حيث وقع على ما لفظ به للمشار إليهما بالكاف والدال في قوله: كفؤا دنا وهما ابن عامر وابن كثير فتعين للباقين الوقف بالتاء وذلك نحو يا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ [يوسف: ٤] ويا أَبَتِ إِنِّي أَخافُ [مريم: ٤٥]، وبانقضاء حكم هذه الكلمة انقضى حكم الوقف على هاء التأنيث. ثم انتقل إلى غيره فقال: وكأين. أخبر أن الوقف على وكأين بالنون حيث وقع للجماعة وأن الوقف عليه للمشار إليه بالحاء في قوله حصلا، وهو أبو عمرو فمن وقف على النون اتبع الرسم ومن وقف على الياء نبه على الأصل والواو في قوله، وكائن الوقوف للعطف ليشمل ما جاء من لفظ كائن بالواو والفاء نحو وكائن من نبيّ فكائن من قرية.