فأرني وتفتنّي اتّبعني سكونها ... لكلّ وترحمني أكن ولقد جلا
أخبر أن هذه الياءات الأربع أجمعوا على سكونها وهي أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ [الأعراف:
١٤٣]، وأتى به في البيت ساكن الراء على قراءة ابن كثير والسوسي وَلا تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا [التوبة: ٤٩] وفَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِراطاً سَوِيًّا [مريم: ٤٣] ووَ إِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخاسِرِينَ [هود: ٤٧]، وهذه الأربعة داخلة تحت الضابط المذكور لأنها قبل همز القطع المفتوح فلولا تنصيصه عليها بالإسكان للكل لظن أنها من جملة العدة، ولقد جلا: أي كشف مواضع الخلاف.
ذروني وادعوني اذكروني فتحها ... دواء وأوزعني معا جاد هطّلا
أخبر أن المشار إليه بالدال في قوله دواء، وهو ابن كثير فتح الياء من ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسى [غافر: ٢٦] وادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر: ٦٠] وفَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ [البقرة: ١٥٢]، وهو على القاعدة المتقدمة، ونافع وأبو عمرو مخالفان له فهما يقرءان بالإسكان كالباقين، وقوله: وأوزعني معا أراد أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ [النمل: ١٩]، [الأحقاف: ١٥]، فتح الياء فيهما المشار إليهما بالجيم والهاء في قوله: جاد هطلا، وهما ورش والبزي فهما على القاعدة، وقالون وقنبل وأبو عمرو مخالفون فهم يقرءون فيهما
بالإسكان كالباقين ومعنى جاد: أمطر، وهطلا: جمع هاطل، أي قطر.
ليبلوني معه سبيلي لنافع ... وعنه وللبصري ثمان تنخّلا
بيوسف إنّي الأوّلان ولي بها ... وضيفي ويسّر لي ودوني تمثّلا
وياءان في اجعل لي وأربع إذ حمت ... هداها ولكني بها اثنان وكّلا
وتحتي وقل في هود إني أراكمو ... وقل فطرن في هود هاديه أوصلا
معه أي مع ليبلوني أأشكر سبيلي أدعو فتحهما نافع وهو فيهما على القاعدة وابن كثير وأبو عمرو مخالفان له فهما على الإسكان فيهما كالباقين. ثم قال وعنه أي وعن نافع وأبي عمرو فتح ثمان ياءات. وتنخلا: أي اختير فتحها بيوسف إني الأولان أراد قال أحدهما إني وقال الآخر إني ولي بها أي بيوسف أيضا حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي [يوسف: ٨٠] وضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ [هود: ٧٨] ويَسِّرْ لِي أَمْرِي [طه: ٢٦] ودُونِي أَوْلِياءَ [الكهف:
١٠٢]، وتمثلا: أي تشخص، وياءان في اجعل لي أراد اجْعَلْ لِي آيَةً [آل عمران: ٤١]، [مريم: ١٠]، فهذه آخر الياءات الثمان لنافع وأبي عمرو فتحاها على القاعدة وابن كثير مخالف لهما فيقرأ الثمانية بالإسكان كالباقين واحترز بقوله الأولان من قوله: إِنِّي أَرى سَبْعَ [يوسف: ٤٣]، إِنِّي أَنَا أَخُوكَ [يوسف: ٦٩]، وإِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ [يوسف:
٩٦]، فهذه الثلاثة يفتحها نافع وابن كثير وأبو عمرو على القاعدة. وقوله: وأربع إذ حمت هداها. أخبر أن المشار إليهم بالهمزة والحاء والهاء في قوله إذ حمت هداها وهم نافع وأبو عمرو والبزي فتحوا أربع ياءات ثم بينها فقال ولكني بها أي ولكني بهذا اللفظ موضعان يعني ولكني أراكم بهود والأحقاف، والثالث بالزخرف مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ [الزخرف:
٥١]، والرابع إِنِّي أَراكُمْ بِخَيْرٍ [هود: ٨٤]، وهم على القاعدة وقنبل مخالف لهم يقرأ بإسكان الأربعة كالباقين، وقوله: وقل فطرن إلى آخره يعني أن المشار إليهما بالهاء والهمزة في قوله هاديه أوصلا وهما البزي ونافع قرآ في هود فَطَرَنِي أَفَلا تَعْقِلُونَ [هود: ٥١]، بفتح الياء وهما على القاعدة وقنبل وأبو عمرو مخالفان لهما فقرءا بالإسكان فيها كالباقين وحذف الناظم الياء من فطرني وأسكن النون ضرورة، ومعنى قوله هاديه أوصلا أي أوصل فتحه، وهاديه: ناقله.