فلم يجر على الأصل المتقدم وهو فتحه لمدلول أولى حكم، وأراد الذي بالحجر بَناتِي إِنْ كُنْتُمْ [الحجر: ٧١]، وبآل عمران والصف أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ، وبالشعراء بِعِبادِي إِنَّكُمْ [الشعراء: ٥٢]، وبص لَعْنَتِي إِلى [ص: ٧٨]، وبالكهف والقصص والصافات سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ، [الصافات: ١٠٢]، وهو المشار إليه بقوله:
«وما بعده إن شاء»، فجميع ما ذكر يفتحه نافع على القاعدة المتقدمة. وأبو عمرو يخالفها ويقرأ جميع ذلك بالإسكان كالباقين:
وفي إخوتي ورش يدي عن أولى حمى ... وفي رسلي أصل كسا وافي الملا
أخبر أن ورشا قرأ في يوسف إِخْوَتِي إِنَّ بفتح الياء، وهو في ذلك كله على القاعدة وقالون وأبو عمرو مخالفان لهما فيقرءان بإسكان «الياء» كالباقين. وقوله يدي عن أولى حمى» أخبر أن المشار إليهم «بالعين والهمزة والحاء، في قوله: عن «أولى حمى» وهم حفص ونافع وأبو عمرو، قرءوا «ما أنا بباسط يدي إليك» بفتح «الياء» فتعين للباقين الإسكان، وقوله: «وفي رسلي أصل كسا»، أخبر أن المشار إليهما «بالهمزة والكاف» في قوله: «أصل كسا» وهما نافع وابن عامر، قرآ بالمجادلة «ورسلي إن الله» بفتح الياء، وسكنها الباقون، وقوله «وافى الملا»، ليس فيه رمز، والملا: جمع ملاءة وهي: الملحفة.
وأمّي وأجري سكّنا دين صحبة ... دعائي وآبائي لكوف تجمّلا
أخبر أن المشار إليهم بالدال من «دين وبصحبة»، في قوله: دين صحبة، وهم ابن كثير وحمزة والكسائي وشعبة، سكنوا الياء من وَأُمِّي إِلهَيْنِ [المائدة: ١١٦]، وإِنْ أَجْرِيَ [الشعراء: ١٢٧]، إلا في تسعة مواضع: بيونس موضع، ويهود موضعان، وبالشعراء خمسة مواضع، وبسبإ موضع، فتعين للباقين الفتح. «والدين»: العادة، أي عادة
صحبة الإسكان. وقوله: دعائي إلخ. أخبر أن الكوفيين، وهم عاصم وحمزة والكسائي سكنوا الياء من دُعائِي إِلَّا فِراراً [نوح: ٦]، وآبائِي إِبْراهِيمَ [المائدة: ١١٦]، في يوسف فتعين للباقين «الفتح»، و «تجملا»، هنا بالجيم، أي تحسن:
وحزني وتوفيقي ظلال وكلّهم ... يصدّقني أنظرني وأخّرتني إلى
وذرّيّتي يدعونني وخطابه ... وعشر يليها الهمز بالضّم مشكلا
فعن نافع فافتح وأسكن لكلّهم ... بعهدي وآتوني لتفتح مقفلا
أخبر أن المشار إليهم بالظاء من قوله: ظلال، وهم الكوفيون وابن كثير، قرءوا بيوسف وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ [يوسف: ٨٦]، وبهود وَما تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ [هود: ٨٨] بإسكان الياء، فتعين للباقين الفتح. وقوله: وكلهم يصدقني، أخبر أن كل السبعة القراء اتفقوا على إسكان الياء في قوله: رِدْءاً يُصَدِّقُنِي [القصص: ٣٤] بالقصص أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [الأعراف: ١٤] بالأعراف وبالحجر وص و (أخرتني إلى أجل مسمى) بالمنافقون وذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ [الأحقاف: ١٥] بالأحقاف ويَدْعُونَنِي إِلَيْهِ [يوسف: ٣٣]، بيوسف وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ [غافر: ٤١]، وتَدْعُونَنِي إِلَيْهِ [غافر: ٤٣] كلاهما بغافر، وهما المعنيان بقوله وخطابه، وجميع ذلك «تسع ياءات»، وليست من العدد المذكور، لأن العدد المذكور مختلف فيه، وهذه متفق على إسكانها. وإذا عددت الياءات التي خرجت على أصل أولى، حكم بزيادة أو نقصان، وجدت خمسا وعشرين كلمة أولها «بناتي» وآخرها «توفيقي»، وجملة ما بقي سبع وعشرون ياء لم يعينها، فهي على القاعدة فتحول مدلول أولى حكم، وهما نافع وأبو عمرو، وسكنها الباقون. وها أنا أذكر لتكمل الفائدة