للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وننسخ به ضمّ وكسر كفى وننس ... ها مثله من غير همز ذكت إلى

أخبر أن المشار إليه بالكاف في قوله كفى وهو ابن عامر قرأ ما ننسخ بضم النون الأولى وكسر السين فتعين للباقين القراءة بفتحهما ثم أخبر أن المشار إليهم بالذال والهمزة في قوله ذكت إلا وهم الكوفيون ونافع وابن عامر قرءوا أو ننسها بالتقييد الذي ذكره لابن عامر في ننسخ وهو ضم النون الأولى وكسر السين وأضاف إلى ذلك ترك الهمز فتعين للباقين القراءة بفتح النون والسين وإثبات همزة ساكنة للجزم. قوله ذكت ألا أي اشتهرت القراءة

وألا هنا اسم وهو واحد الآلاء التي هي النعم يقال للمفرد بفتح الهمزة وكسرها:

عليم وقالوا الواو الأولى سقوطها ... وكن فيكون النّصب في الرّفع كفّلا

وفي آل عمران في الأولى ومريم ... وفي الطّول عنه وهو باللّفظ أعملا

أخبر أن المشار إليه بالكاف في قوله كفلا وهو ابن عامر قرأ عليم قالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً [البقرة: ١١٦]، بإسقاط الواو الأولى من وقالوا وقيده بقوله عليم وقيده بقوله عليم احترازا من وقالوا لن يدخل الجنة وتعين للباقين أن يقرءوا عليم وقالوا بإثبات الواو.

ثم أخبر أن ابن عامر المشار إليه بكاف كفلا أتي بالنصب في موضع الرفع في قوله فيكون الذي قبله كن وقيد القراءتين تصحيحا للمعنى وجمع مسألتين برمز واحد جريا على اصطلاحه وأراد في هذه السورة كن فيكون وقال الذين لا يعلمون وبآل عمران كن فيكون ونعلمه الكتاب وقيده بقوله الأولى احترازا من كُنْ فَيَكُونُ [يس: ٨٢]، الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ [يونس: ٩٤]، فإنه لا اختلاف فيه وأراد في مريم كُنْ فَيَكُونُ [مريم: ٣٥]، وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ [البقرة: ١٤٧] وفي الطول عنه أي عن ابن عامر في سورة غافر كُنْ فَيَكُونُ [غافر: ٦٨]، أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجادِلُونَ [غافر: ٦٩]، وقرأ الباقون برفع النون في الأربعة وقوله وهو باللفظ أعملا أشار إلى وجه قراءة النصب وذلك أن الفاء تنصب في جواب الأمر كقولك زرني فأكرمك فأتى لفظ كن فيكون مشبها لهذا وليس هو من باب الأمر والجواب على الحقيقة ولكنه أشبهه:

وفي النّحل مع يس بالعطف نصبه ... كفى راويا وانقاد معناه يعملا

أخبر أن المشار إليهما بالكاف والراء في قوله كفى راويا وهما ابن عامر والكسائي قرآ في النحل كُنْ فَيَكُونُ [النحل: ٤٠]، وَالَّذِينَ هاجَرُوا [البقرة: ٢١٨]، وفي يس كُنْ فَيَكُونُ [يس: ٨٢]، فسبحان بالنصب وقرأ الباقون بالرفع فيهما وقوله بالعطف نصبه إشارة إلى ظهور وجه النصب لأنه تقدم قبله منصوب في هذين الموضعين بخلاف غيرهما فلأجل ذلك وافقه الكسائي فيهما ومعنى كفى راويا أي كفى راويه الوقيعة فيه من جهلة النحاة لظهور وجهه لأن المواضع الأربعة التي انفرد بها ابن عامر طعن فيه عليها قوم من النحاة قالوا لا يصح فيها النصب وجميع ما في القرآن من قوله كن فيكون ثمانية مواضع:

ستة مختلف فيها وهي هذه، واثنان لم يقع فيهما خلاف. الثاني في آل عمران وهو قوله تعالى: كُنْ فَيَكُونُ، الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ [البقرة: ١٤٧]، وفي الأنعام وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ [الأنعام: ٧٣]، قوله الحق وقوله وانقاد أي سهل أي مشى معنى النصب مشبها يعملا واليعمل: الجمل القوي:

<<  <   >  >>