أخبر أن المكي وهو ابن كثير يشدد له النون من هذانِ لَساحِرانِ [طه: ٦٣]، وهذانِ خَصْمانِ [الحج: ١٩]، وإِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ [القصص: ٢٧]، والَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ [النساء: ١٦]، والَّذَيْنِ أَضَلَّانا [فصلت: ٢٩]، وأن المشار إليهما بالدال والحاء في قوله: دم حلا، وهما ابن كثير وأبو عمرو يشدد لهما النون من قوله تعالى:
فَذانِكَ بُرْهانانِ [القصص: ٣٢] فتعين لمن لم يذكره في الترجمتين القراءة بتخفيف النون.
وضمّ هنا كرها وعند براءة ... شهاب وفي الأحقاف ثبّت معقلا
أخبر أن المشار إليهما بالشين من شهاب وهما حمزة والكسائي قرآ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً [النساء: ١٦]، بهذه السورة وقُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً [التوبة: ٥٣] بضم الكاف فيهما وأن المشار إليهم بالثاء والميم في قوله ثبت معقلا وهم الكوفيون وابن ذكوان قرءوا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً [الأحقاف: ١٥] بضم الكاف فيهما فتعين لمن لم يذكره في الترجمتين القراءة بفتح الكاف. ومعنى ثبت معقلا أي ثبت معقل الضم. والمعقل:
الملجأ يقال فلان معقل لقومه.
وفي الكلّ فافتح يا مبيّنة دنا ... صحيحا وكسر الجمع كم شرفا علا
أمر بفتح ياء كل ما جاء من لفظة مبينة مفردا وهو قوله تعالى: إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ [الطلاق: ١] بالنساء والطلاق ويا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ [الأحزاب: ٣٠] للمشار إليهما بالدال والصاد من قوله دنا صحيحا وهما ابن كثير وشعبة فتعين للباقين القراءة بكسر الياء فيهن، ثم أخبر أن المشار إليهم بالكاف والشين والعين في قوله: كم شرفا علا وهم ابن عامر وحمزة والكسائي وحفص قرءوا بكسر الياء في كل ما جاء من لفظ مبينات مجموعا وهو وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ آياتٍ مُبَيِّناتٍ [النور: ٣٤]، ومثلا لَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ مُبَيِّناتٍ [النور: ٤٦]، وَاللَّهُ يَهْدِي [النور: ٤٦]، يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللَّهِ مُبَيِّناتٍ [الطلاق: ١١] فتعين للباقين القراءة بفتح الياء فيهن.
وفي محصنات فاكسر الصّاد راويا ... وفي المحصنات اكسر له غير أوّلا
أمر بكسر الصاد في محصنات المجرد عن اللام والمحلى بها حيث بها حيث جاء نحو مُحْصَناتٍ غَيْرَ مُسافِحاتٍ [النساء: ٢٥]، وأَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَناتِ الْمُؤْمِناتِ [النساء:
٢٥] للمشار إليه بالراء من قوله راويا. وهو الكسائي قرأ بكسر الصاد