بنصب رفع الباء، وأن المشار إليهم بالفاء والكاف والعين في قوله في كسبه علا.
وهم حمزة وابن عامر وحفص قرءوا بذلك في وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فتعين لمن لم يذكره في الترجمتين القراءة بالرفع على ما قيد لهم فقرأ ابن عامر ولا نكذب بالرفع وتكون بالنصب وحمزة وحفص بنصبهما والباقون برفعهما:
وللدّار حذف اللّام الأخرى ابن عامر ... والآخرة المرفوع بالخفض وكّلا
أخبر أن ابن عامر قرأ ولَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ [الأنعام: ٣٢] بحذف اللام الأخرى من وللدار وخفض رفع التاء من الآخرة فتعين للباقين القراءة بإثبات اللام ورفع التاء من الآخرة وقيد الناظم اللام بالأخرى لينص على أن اللام المحذوفة هي لام التعريف وسميت لاما باعتبارها قبل الإدغام والأولى هي لام الابتداء فيعلم منه تخفيف الدال لأن لام الابتداء لا تدغم في الدال، ويعلم تشديد الدال المثبت من لفظه وقيد الخفض للضد. ومعنى وكلا لزم أي لما حذفت اللام لزم الخفض بالإضافة:
وعمّ علا لا يعقلون وتحتها ... خطابا وقل في يوسف عمّ نيطلا
وياسين من أصل ولا يكذبونك ال ... خفيف أتى رحبا وطاب تأوّلا
أخبر أن المشار إليهم بعم وبالعين في قوله عم علا وهم نافع وابن عامر وحفص قرءوا في هذه السورة أَفَلا يَعْقِلُونَ [يس: ٦٢]، قد نعلم وفي السورة التي تحت هذه السورة وهي سورة الأعراف فَلا يَعْقِلُونَ والذين يمسكون بتاء الخطاب وأن المشار إليهم بعمّ وبالنون في قوله عم نيطلا وهم نافع وابن عامر وعاصم قرءوا أَفَلا يَعْقِلُونَ [يوسف: ٢]، حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ [يوسف: ١١٠] بالخطاب وأن المشار إليهما بالميم والهمزة في قوله من أصل وهما ابن ذكوان ونافع قرآ أَفَلا يَعْقِلُونَ [يس: ٦٢]، وما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ [يس: ٦٩] بالخطاب فتعين لمن لم يذكره في التراجم المذكورة القراءة بياء الغيب
ثم أخبر أن المشار إليهما بالهمزة والراء في قوله أتى رحبا وهما نافع والكسائي قرآ فإنهم لا يكذبونك بإسكان الكاف وتخفيف الذال فتعين للباقين القراءة بفتح الكاف وتشديد الذال وعلم سكون الكاف من لفظه وفتحه من الإجماع، والنيطل: الدلو، والرحب: الواسع:
رأيت في الاستفهام لا عين راجع ... وعن نافع سهّل وكم مبدل جلا