غير ألف كلفظه لأنه استغنى بلفظي فتيته وفتيانه عن تقييدهما وحذف اللام من الثاني للوزن ومن الأولى لئلا يتوهم خلافها ثم قال ورد بالإخبار يعني أن المشار إليه بالدال من دغفلا وهو ابن كثير قرأ إنك لأنت يوسف بهمزة واحدة مكسورة على الإخبار فتعين للباقين القراءة بهمزتين على الاستفهام وهم على أصولهم من التحقيق والتسهيل والمدّ بين
الهمزتين وتركه ومعنى رد أي طلب من راد وارتاد إذا طلب الكلأ. والدغفل: العيش الواسع.
قوله: وييأس معا يعني في موضعين أحدهما في هذه السورة إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ [يوسف: ٨٧]، والآخر أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا [الرعد: ٣١]، ثم ذكر الباقي وهو ثلاثة مواضع في هذه السورة حتى إذا استيأس الرسل فلما استيأسوا منه وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ [يوسف: ٨٧]، أمر بالقلب والإبدال في هذه الخمسة للبزي بخلاف عنه وقوله:
قلب أي اجعل الهمز ساكنا في موضع الياء والياء مفتوحا في موضع الهمز ثم أبدل من الهمز الساكن ألفا فتصير على هذا يايس واستأيس واستيأسوا ويايسوا هذا أحد الوجهين عن البزي والوجه الآخر عنه بياء ساكنة بعدها همزة مفتوحة من غير ألف كقراءة الباقين واختلفت هذه الكلمات في الرسم فرسم ييأس ولا تيأسوا بالألف، ورسم الباقي بغير ألف.
أخبر أن المشار إليه بالعين من علا وهو حفص قرأ نوحي إليهم بالنون وكسر الحاء في جميع ما في القرآن وهو هنا وفي النحل وأول الأنبياء ثم أخبر أن المشار إليهم
بالشين والعين من شذا علا وهم حمزة والكسائي وحفص قرءوا إلا يوحى إليه وهو الثاني من الأنبياء بالنون وكسر الحاء فتعين لمن لم يذكره في الترجمتين القراءة بالياء وفتح الحاء فالتقييد في الترجمة الأولى واقع ليوحى إذا كان مصاحبا للفظ إليهم بالهاء والميم وفي الترجمة الثانية إذا كان أبعده إليه بالهاء وحدها كما نطق بهما في الترجمتين فخرج عنهما نحو يوحى إليك متفق الياء.