وبالنّون فيها واكسر الزّاي وانصب الملائكة المرفوع عن شائد علا أخبر أن المشار إليهما بالهمزة والنون في قوله: إذ نما وهما نافع وعاصم قرآ رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا [الحجر: ٢]، بتخفيف الباء فتعين للباقين القراءة بتشديدها وأن المشار إليه بالدال من دنا وهو ابن كثير قرأ سكرت أبصارنا بتخفيف الكاف ولم يصرح به اعتمادا على ما تقدم ذكره في ربما فتعين للباقين القراءة بتشديد الكاف ثم أخبر أن شعبة قرأ ما تنزل بضم التاء وتأخذ فتح الزاي ورفع الملائكة له من ضد قراءة شائد علا كما يأتي، ثم قال وبالنون فيها أي في التاء يعني أن المشار إليهم بالشين والعين في قوله شائد علا وهم حمزة
والكسائي وحفص قرءوا (ما تنزل) بالنون في مكان التاء وكسر الزاي ونصب رفع الملائكة فتعين للباقين القراءة بفتح التاء من ضد قراءة شعبة وفتح الزاي ورفع الملائكة. واعلم أن نون ننزل مضمومة من حلولها محل التاء المضمومة ولم يتعرض لحركة النون فدل على اتفاق الحركة فصار شعبة يقرأ تنزل بضم التاء وفتح الزاي والملائكة بالرفع وحمزة والكسائي وحفص بضم النون وكسر الزاي والنصب والباقون بفتح التاء والزاي والرفع فذلك ثلاث قراءات ولا خلاف في تشديد الزاي هنا وقد تقدم بالبقرة.
أخبر أن المكي وهو ابن كثير قرأ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ [الحجر: ٥٤] بتشديد النون فتعين للباقين القراءة بتخفيفها ثم أمر بكسرها للمشار إليهما بقوله حرميا وهما نافع وابن كثير فتعين للباقين القراءة بفتحها فصار ابن كثير يقرأ أتبشرون بكسر النون وتشديدها ونافع بتخفيفها وكسرها والباقون بتخفيفها وفتحها فذلك ثلاث قراءات وأخبر أن النون المحذوفة في قراءة نافع النون الثانية لا الأولى التي هي نون الرفع.
ويقنط معه يقنطون وتقنطوا ... وهنّ بكسر النّون رافقن حمّلا
أخبر أن المشار إليهما بالراء والحاء في قوله رافق حملا وهما الكسائي وأبو عمرو قرآ وَمَنْ يَقْنَطُ [الأحزاب: ٣١]، وإِذا هُمْ يَقْنَطُونَ [الروم: ٣٦]، ولا تَقْنَطُوا [الزمر:
٥٣] بكسر النون فتعين للباقين القراءة بفتحها في الثلاثة وأجمعوا على فتح الماضي نحو ينزل الغيث من بعد ما قنطوا، وحملا جمع حامل.
أخبر أن المشار إليهما بالشين من شفا وهما حمزة والكسائي قرآ هنا إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ [الحجر: ٥٩]، لَنُنَجِّيَنَّهُ [العنكبوت: ٣٢] بإسكان النون وتخفيف الجيم وأن المشار إليهم بصحبة وبالدال من صحبة دلا وهم حمزة والكسائي