وإذا وقفت على السورة الماضية ولفظت بالبسملة وحدها ووقفت على الرحيم يتجه فيه أربعة أوجه المد والقصر ومد متوسط بين القصر والمد فهذه ثلاثة أوجه مع الإسكان المجرد في الميم من
قوله فيما يأتي وعند سكون الوقف، والرابع: روم حركة الميم من غير مد وعلى ذلك فقس أواخر السور إذا وقفت عليها. وسيأتي شرح الروم والإشمام.
سورة الفاتحة
سميت الفاتحة أم القرآن لأنها أول القرآن ولأن سور القرآن تتبعها كما يتبع الجيش أمه وهي الرواية، ولهما أسماء كثيرة.
ومالك يوم الدّين راويه ناصر ... وعند سراط والسّراط لقنبلا
بحيث أتى والصّاد زاء أشمّها ... لدى خلف وأشمم لخلّاد الأوّلا
مالك هو أول المواضع التي وقع فيها الاستغناء باللفظ عن القيد فلم يحتج أن يقول ومالك بالمد أو نحو ذلك فأخبر أن المشار إليهما بالراء والنون في قوله: راويه ناصر وهما الكسائي وعاصم، قرآ مالك يوم الدين على ما لفظ به من إثبات الألف فتعين للباقين القراءة بحذفها فهو من قبيل الإثبات والحذف، وأشار بظاهر قوله: رواية ناصر إلى أن من قرأ بالألف نصر قراءته لأن المصاحف اجتمعت على حذف الألف فرسم ملك ثم قال وعند سراط والسراط أي مجردا عن لام التعريف ومتصلا بها ثم المجرد عن اللام قد يكون نكرة نحو إلى صراط مستقيم صراطا سويا، وقد يكون معرفة بالإضافة نحو صراط الذين صراطك المستقيم صراطي مستقيما ثم هذا أيضا مما استغنى فيه باللفظ عن القيد فكأنه قال بالسين واعتمد على صورة كتابتها في البيت بالسين وهو مرسوم بالصاد في جميع المصاحف، وهذه اللام المفردة من قوله «ل» قنبلا هي فعل أمر من قولك ولي هذا يليه إذا جاء بعده أي اتبع قنبلا فاقرأ قراءته بالسين في هذا اللفظ أين أتى أي في جميع القرآن قوله والصادر زاء أشمها لدى خلف أي عند خلف والصاد يروي بالنصب والرفع أمر بقراءته بالصاد مشمة زاء لخلف حيث وقع ثم أمر بإشمامها في الأول خاصة لخلاد أي الأول الذي في الفاتحة يعني اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ [الفاتحة: ٦]، فحصل من مجموع ما ذكر أن قنبلا قرأ بالسين في جميع القرآن وأن خلفا يشم الصاد صوت الزاي في جميع القرآن وأن خلادا قرأ الأول
من الفاتحة بإشمام الصاد الزاي وقرأ في جميع ما بقي من القرآن بالصاد الخالصة وأن الباقين قرءوا بالصاد الخالصة في جميع القرآن والمراد بهذا الإشمام خلط صوت الصاد بصوت الزاي فيمتزجان فيتولد منهما حرف ليس بصاد ولا زاي.
عليهم إليهم حمزة ولديهمو ... جميعا بضمّ الهاء وقفا وموصلا
أي قرأ حمزة عليهم وإليهم ولديهم هذه الألفاظ الثلاثة في جميع القرآن بضم الهاء في الوقف والوصل والواقع في الفاتحة عليهم فقط فأردفها بذكر إليهم ولديهم لاشتراكهن في الحكم وعلمت قراءة الباقين من قوله كسر الهاء بالضم شمللا لأن المقابل للضم هنا الكسر