أخبر أن المشار إليهما بشين شفا وهما حمزة والكسائي كسرا رفع التاء في كلمتي آيات معا فتعين للباقين القراءة برفع التاء فيهما وأراد بهما آياتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ [الجاثية: ٤]، وآياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ [الجاثية: ٥] ولا خلاف في الآيات للمؤمنين أنه بكسر التاء. ثم قال وأن وفي أضمر بتوكيد أولا أي بتأكيد مؤول وكأنه يقول لم أرد بقوله اضمر الإضمار الذي هو كالمنطوق به وإنما أردت أن حرف العطف ناب في قوله وَفِي خَلْقِكُمْ [الجاثية: ٤] عن أن وفي قوله وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ [الجاثية: ٥] عن أن وفي انتهى كلامه وفي قوله بتوكيد أولا إشارة إلى ما ذهب إليه ابن السراج لأنه جعل آيات الأخيرة مكررة لطول الكلام توكيدا كقولك إن في الدار زيدا والبيت زيدا فيكون تقدير الآية إن في خلق السموات وإن في خلقكم وإن في اختلاف الليل والنهار آيات، ويسوغ أيضا تكريرها للتأكيد في قراءة الرفع فيكون التقدير وفي خلقكم واختلاف الليل والنهار آيات.
لنجزي يا نصّ سما وغشاوة ... به الفتح والإسكان والقصر شمّلا
أخبر أن المشار إليهم بالنون من نص وبسما وهم عاصم ونافع وابن كثير وأبو عمرو قرءوا لِيَجْزِيَ قَوْماً [الجاثية: ١٤] بالياء فتعين للباقين القراءة بالنون ثم أخبر أن المشار إليهما بشين شملا وهما حمزة والكسائي قرآ وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً [الجاثية: ٢٣] بفتح الغين وإسكان الشين وترك الألف فتعين للباقين القراءة بكسر الغين
وفتح الشين وألف بعدها.
وو السّاعة ارفع غير حمزة حسنا ال ... محسّني إحسانا لكوف تحوّلا
أمر برفع التاء في وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيها [الجاثية: ٣٢] للسبعة إلا حمزة فتعين لحمزة القراءة بنصبها، وهذه آخر مسائل سورة الشريعة ثم أخبر أن الكوفيين قرءوا بِوالِدَيْهِ إِحْساناً [الأحقاف: ١٥] بهمزة مكسورة وإسكان الحاء وفتح السين وألف بعدها في قراءة الباقين حسنا بضم الحاء وإسكان السين من غير همزة ولا ألف كلفظه بالقراءتين وقوله تحولا أي انتقل حسنا إحسانا وقوله المحسن كلمة للوزن لا تعلق لها بالقراءة لا رمز ولا تقييدا.
وغير صحاب أحسن ارفع وقبله ... وبعد بياء ضمّ فعلان وصّلا
أمر لغير المشار إليهم بصحاب وهم نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وشعبة في
(يتقبل عنهم أحسن ما عملوا) [الأحقاف: ١٦]، و (يتجاوز) [الأحقاف: ١٦] برفع نون أحسن وبياء مضمومة في الفعل الذي قبله والفعل الذي بعده وهما يتقبل ويتجاوز فتعين للمشار إليهم بصحاب وهم حمزة والكسائي وحفص أن يقرءوا أحسن بنصب النون ونتقبل ونتجاوز بنون مفتوحة في كل واحد منها.
وقل عن هشام أدغموا تعدانني ... نوفّيهم باليا له حقّ نهشلا
أي نقل عن هشام أن أهل الأداء أدغموا له النون الأولى في النون الثانية فتصير نونا واحدة مشددة مكسورة في أَتَعِدانِنِي أَنْ أُخْرَجَ [الأحقاف: ١٧] فتعين للباقين القراءة بالإظهار فتصير بنونين مكسورتين خفيفتين ثم أخبر أن المشار إليهم باللام وبحق وبالنون في قوله له حق نهشلا وهم هشام وابن كثير وأبو عمرو وعاصم قرءوا (ليوفينهم أعمالهم) [الأحقاف: ١٩] بالياء فتعين للباقين القراءة بالنون.
وقل لا ترى بالغيب واضمم وبعده ... مساكنهم بالرّفع فاشية نوّلا
أي اقرأ فأصبحوا لا يرى إلا بياء الغيب وضمها مساكنهم برفع النون للمشار إليهم بالفاء والنون