وستة عشر عند حمزة لزيادة من الشهداء أن تضل وهي بأسماء هؤلاء إن كنتم من النساء إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ [النساء: ٢٢] وإِلَّا ما مَلَكَتْ [النساء: ٢٤] ومِنْ وَراءِ إِسْحاقَ [هود: ٧١] ولَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ [يوسف: ٥٣] وما أَنْزَلَ هؤُلاءِ إِلَّا [الإسراء: ١٠٢] وعَلَى الْبِغاءِ [النور: ٣٣] إن من السماء إن كنت من السماء إلى الأرض: وَلا أَبْناءِ إِخْوانِهِنَّ [الأحزاب: ٥٥]، من النساء أن اتقين من السماء إن هؤلاء إياكم هؤُلاءِ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً [ص: ١٥] وهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ [الزخرف:
٨٤]، وقد ذكرت هذه المواضع لئلا تلتبس على المبتدي بهمز الوصل نحو فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ [النبأ: ٣٩]، فالهمزة في شاء همزة قطع وألف اتخذ ألف وصل أسقط في الدرج ومثله: الْماءَ اهْتَزَّتْ [الحج: ٥]، فالهمزة في الماء همزة قطع وألف اهتزت ألف وصل والألف التي تصحب لام التعريف نحو جاءَ الْحَقُّ [الإسراء: ٨١]، فالهمزة في جاء همزة قطع وألف الحق ألف وصل.
وقالون والبزّيّ في الفتح وافقا ... وفي غيره كاليا وكالواو سهّلا
وبالسّوء إلّا أبدلا ثمّ أدغما ... وفيه خلاف عنهما ليس مقفلا
أخبر رحمه الله أن قالون والبزي وافقا أبا عمرو في إسقاط الهمزة الأولى من المفتوحين ثم قال وفي غيره أي في غير الفتح أي الذي في غير الفتح وهو الكسر والضم
يعني أن قالون والبزي سهلا الهمزة الأولى من المتفقتين بالكسر فجعلاها كالياء أي بين الهمزة والياء وسهلا الهمزة الأولى من المتفقتين بالضم فجعلاها كالواو أي بين الهمزة والواو وقد تقدم أنه «أولياء أولئك»، لا غير وقوله: وبالسوء إلا أبدلا ثم أدغما أخبر أن قالون والبزي أبدلا الهمزة الأولى من بِالسُّوءِ إِلَّا ما رَحِمَ رَبِّي [يوسف: ٥٣]، واوا ثم أدغما الواو الساكنة التي قبلها فيها فصارت واوا واحدة مشددة مكسورة بعدها همزة محققة، وهي همزة إلا وقوله وفيه خلاف عنهما أي وفي تخفيف همزة السوء إلا خلاف عن قالون والبزي يعني أن فيه ما ذكر من الإبدال والإدغام ووجه آخر وهو تسهيل الأولى بين الهمزة والياء وتحقيق الثانية على أصلها في المكسورتين، وقوله ليس مغفلا أي ليس مقلقا ولا مشكلا لكون صاحب التيسير ما ذكره وذكر البدل والإدغام فالتسهيل من الزيادات. ثم انتقل إلى الهمزة الثانية فقال:
والأخرى كمدّ عند ورش وقنبل ... وقد قيل محض المد عنها تبدّلا
مذهب أبي عمرو وقالون والبزي كان متعلقا بالهمزة الأولى ومذهب ورش وقنبل متعلق