لا يرى تخفيف الهمزة المبتدأة لحمزة المأخوذ من قوله وعن حمزة في الوقف خلف، أما من يرى ذلك فتسهيله لهذا أولى لأنه متوسط صورة ثم أتى بأمثلة الزوائد المشار إليها فقال كما هاويا، وما في قوله كما زائدة: أي الزائد من لفظ ها وياء أما ها ففي هؤلاء وها أنتم ويا نحو «يا أيها، ويا آدم، ويا إبراهيم ويا أخت»، واللام نحو لَأَنْتُمْ أَشَدُّ [الحشر: ١٣] ولِأَبَوَيْهِ [النساء: ١١] ولَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ [آل عمران: ١٥٨]، والياء نحو بأنهم وبآخرين ولبإمام وفبأي وقوله ونحوها أي ونحو هذه الزوائد الواو نحو وأنتم وأمر والفاء نحو «فآتوهن، وفآمنوا، وفأووا، وفأنت»، والكاف نحو «كأنهم فكأنها وكأنهن»، والسين نحو سَأُرِيكُمْ [الأعراف: ١٤٥]، [الأنبياء: ٣٧] وسَأَصْرِفُ [الأعراف: ١٤٦]، والهمزة نحو «أأنذرتهم، وأ ألد، وأ ألقي»، فجميع هذه الأمثلة ونحوها فيها وجهان التحقيق والتخفيف بحسب ما تقتضيه حركة الهمزة وحركة ما قبلها من أنواع التخفيف على ما تقدم، وقوله: ولا مات تعريف يريد به نحو الأرض والإنسان والأولى والأخرى ففي جميع ذلك التحقيق والنقل وهذا مفهوم من قوله وعن حمزة في الوقف خلف ولكنه ذكره هنا ليعلم أنه من هذا النوع فلهذا قال لمن قد تأملا.
توضيح: المراد بالزوائد المشار إليها ما إذا حذف بقيت الكلمة بعد حذفه مفهومة نحو ما ذكرته من الأمثلة هنا، فأما إذا بقيت الكلمة بعد حذفه غير مفهومة نحو «يؤمن، ويؤتى،
ويؤيد، والمؤمنون، والمؤتون، ومؤجلا»، فلا خلاف في تحقيق الهمز في ذلك كله على ما سبق والهمز في نحو «وأمر، وفأووا»، ابتداء باعتبار الأصل ومتوسطا باعتبار الزائد الذي اتصل به وصار كأنه منه بدليل أنه لا يتأتى الوقف عليه وقد يشتبه به نحو الَّذِي اؤْتُمِنَ [البقرة: ٢٨٣] ويا صالِحُ ائْتِنا [الأعراف: ٧٧] والْهُدَى ائْتِنا [الأنعام: ٧١]، لأن الكلمة التي قبل الهمزة قامت مقام الواو والفاء في وأمر وفأووا، فإن قيل ما الحكم في هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ [الحاقة: ١٩]، قيل التسهيل بلا خلاف لأن همزة هاؤم متوسطة لأنها من تتمة كلمتها بمعنى خذ ثم اتصل بها ضمير الجماعة ويوقف على هاؤم على الرسم وهاؤمو على الأصل لأن الواو حذفت في الوصل للساكن بعدها.
واشمم ورم فيما سوى متبدّل ... بها حرف مدّ واعرف الباب محفلا
أمر بالإشمام والروم لحمزة وهشام فيما لا تبدل الهمزة المتطرفة فيه حرف مد ولين يعني أن في كل ما قبله ساكن غير الألف الروم والاشمام وهو نوعان أحدهما ما ألقى فيه حركة الهمزة على الساكن نحو «دفء والمرء والسوء»، والثاني ما أبدل فيه الهمزة حرفا وأدغم فيه ما قبله نحو «قروء وشيء» وكل واحد من هذين النوعين قد أعطى حركة فترام تلك الحركة وضابطه كل همز طرف قبله ساكن غير الألف وأما ما يبدل طرفه بالهمز حرف مد ولين ألفا أو واوا أو ياء سواكن وقبلهن حركات من جنسهن نحو «الملأ ولؤلؤ والبارئ ويشاء والسماء والماء»، فلا يدخله روم ولا إشمام لأن الألف والواو والياء فيه كألف يخشى وياء يرمي وواو يغزو وضابطه كل
همز طرف قبله متحرك أو ألف، وقوله: واشمم معناه حيث يصح الإشمام من المرفوع والمضموم ورم معناه حيث يصح الروم من المرفوع والمضموم والمجرور والمكسور، وقوله فيما سوى متبدل بها حرف مد فيما سوى طرف متبدل الهمز فيه حرف مد وقوله واعرف الباب محفلا أي مجتمعا ومحفل القوم مجتمعهم أي هذا الباب موضع اجتماع تخفيف الهمز عن حمزة:
وما واو اصلي تسكّن قبله ... أو اليا فعن بعض بالإدغام حمّلا
قد تقدم أن الواو والياء الساكنتين قبل الهمز المتحرك ينقسمان إلى زائد وأصلي وأن حكم