للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هَلَكَ النَّاس فهوَ أهلَكهُمْ)) (١).

وعن أبي خراش - رضي الله عنه - أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((مَنْ هَجَرَ أخَاهُ سَنَةً فهوَ كسفكِ دَمِهِ)) (٢).

خامساً: وجود العداوة بين الأولاد:

إن من مضار التربية السيئة وجود العداوة بين الأولاد ونفور بعضهم من بعض، وذلك لأنه لا يوجد عندهم تراحم ولا تعاطف، ولا تكاتف فيما بينهم، فنجد الأخ قد لا يستأنس مع أخيه الذي من صلب أبيه، وما نتج هذا إلا عن سوء التربية التي تلقاها من أبيه أو مربيه، والله تبارك وتعالى قد نهى عن التباغض والعداوة سواء بين الأخوة الأشقاء أو بين المسلمين عموماً، فقال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} (٣).

وقال سبحانه في صفات المؤمنين: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} (٤). وقال - عز وجل -: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء


(١) أخرجه مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب النهي عن قول هلك الناس (رقم ٢٦٢٣).
(٢) أخرجه أبو داود، كتاب الأدب، باب فيمن يهجر أخاه المسلم (رقم ٤٩١٥)، والحاكم (٤/ ١٨٠ رقم ٧٢٩٢)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٥/ ٢٠٥ رقم ٢٧٣٥)، وأحمد (٤/ ٢٢٠)، والطبراني في الكبير (٢٢/ ٣٠٨ رقم ٧٨٠)، وصححه النووي في رياض الصالحين (ص ٣٦٤)، والألباني في صحيح الجامع (رقم ٦٥٨١). وفي صحيح سنن أبي داود (٣/ ٢٠٤ – ٢٠٥ رقم ٤٩١٥).
(٣) سورة الحجرات، الآية: ١٠.
(٤) سورة المائدة، الآية: ٥٤.

<<  <   >  >>