للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ينظر (١).

تصرف حكيم من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يزد على وضع يده أمام وجه الفضل - رضي الله عنه -، مع أنه نظر إلى النساء وهو في عبادة، ورديف النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولكن هذا الأسلوب النبوي كان كافياً لإصلاح الخطأ من الفضل بن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.

ومن الحكمة في الإصلاح الاقتصار من الأسلوب على ما يكون كافياً في ردع المخطئ، وإصلاح الخطأ، دون الزيادة على ذلك، من التوبيخ والتجريح. من مراعاة حال المخطئ ودرجة الخطأ. فالفضل - رضي الله عنه - شاب حديث السن قوي الشهوة. ولم تغب هذه الأشياء عن تصور النبي - صلى الله عليه وسلم - عند توجيهه للفضل بن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.

٢ – أسلوب التلميح

عن جابر بن عبد الله رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في دين كان على أبي، فدققت الباب، فقال: ((مَنْ ذا؟)) فقلتُ: أنا فقال: ((أنَا أنَا ... )) كأنه كرهها (٢).

ولم يوضح النبي - صلى الله عليه وسلم - خطأه في الاستئذان، ولكنه لما ردد ((أنا)) كارهاً كان في ذلك إيحاء لجابر بن عبد الله رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بخطئه.

وقد يكون الإيحاء بالغضب، كما في حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أشد حياءً من العذراء في خدرها،


(١) انظر: صحيح مسلم، كتاب الحج، باب حجة النبي - صلى الله عليه وسلم - (٢/ ٨٩١).
(٢) أخرجه البخاري، كتاب الاستئذان، باب إذا قال: من ذا؟ فقال: أنا (٤/ ١٤٠) حديث (٦٢٥٠).

<<  <   >  >>