للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المرتبة الثانية: الموعظة الحسنة، وتكون للقابل للحق المعترف به، ولكن عنده غفلة وتأخر، وشهوات تصدّه عن الحق، فهذا يُدعى بالموعظة الحسنة، المشتملة على الترغيب في الحق، والترهيب من الباطل.

المرتبة الثالثة: الجدال بالتي هي أحسن، وتكون للمعاند الجاحد، يجادل بالتي هي أحسن.

المرتبة الرابعة: استخدام القوة، وتكون لمن ظلم، وعاند، ولم يرجع إلى الحق؛ فإنه ينتقل معه إلى استخدام القوة إن أمكن (١).

فكذلك تستخدم مع من يحتاجها من المسلمين الذين لم ينتفعوا بالمواعظ من الترغيب والترهيب, ولم يستفيدوا من حكمة القول التصويرية: من ضرب الأمثال, ولفت الأنظار إلى الصور المعنوية: كصفات المؤمنين وآثارها , ولفت الأنظار والقلوب إلى الآثار المحسوسة: كالأمر بالسير في الأرض, والنظر فيما حل بالمكذبين من الدمار والهلاك.

فإذا لم يؤثر ما تقدم في عصاة المؤمنين فإن استخدام القوة حينئذٍ من الحكمة؛ لأن القوة كالعملية الجراحية للمريض إذا لم ينفع في علاج مرضه غيرها, فتستخدم عند الحاجة إليها بشرط الالتزام بالشروط والضوابط الشرعية.

واستخدام القوة في هذه المرحلة يتنوع ويختلف باختلاف


(١) انظر: الحكمة في الدعوة إلى الله (ص ٨٠٨) للمؤلف.

<<  <   >  >>