للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإذا رأى شيئاً يكرهه عرفناه في وجهه (١).

٣ – أسلوب الثناء

للثناء تأثير عجيب على النفوس، إذا استغل في الدعوة، مع مراعاة الاعتدال فيه. وخاصة على الشباب، لما لديهم من حاجة إلى التقدير والاحترام والقبول الاجتماعي. ففي الثناء عليهم وبيان حسناتهم إشباع لهذه الحاجة.

كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يستغل هذه الحاجة في الوقت المناسب لإصلاح أخطاء الشباب في الآداب.

عن خريم بن فاتك الأسدي - رضي الله عنه - قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((نِعْمَ الرَّجلُ أنتَ يا خريم، لولا خلَّتانِ فيكَ)) قلت: وما هما يا رسول الله؟ قال: ((إسْبَال إزَارِكَ، وإرْخاؤُكَ شَعْرِكَ)) (٢).

وفي رواية: ((لولا أنَّ فِيْكَ اثنَتينِ كُنْتَ أنْتَ)) قال: إن واحدة تكفيني، قال: ((تسْبِل إزَارك، وتوفِّرُ شَعْرَك)). قال: لا جرم والله لا أفعل (٣)! أسلوب حكيم جعل خريم بن فاتك الأسدي يقسم أن ينتهي عنهما، طمعاً في المكانة التي يكون فيها إذا ارتدع عن تلكما الخصلتين.


(١) أخرجه البخاري، في كتاب الأدب، باب من لم يواجه الناس بالعتاب (٤/ ١١٠) حديث (٦١٠٢).
(٢) أخرجه الإمام أحمد في المسند (٤/ ٣٢٢)، وأبو داود بلفظ قريب، كتاب اللباس، باب ما جاء في إسبال الإزار (رقم ٤٠٨٩)، وضعفه الألباني في ضعيف سنن أبي داود (رقم ٤٠٨٩).
(٣) أخرجه الإمام أحمد في المسند (٤/ ٣٢١).

<<  <   >  >>