للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وزوجة حسنت أخلاقها ... وكذا خلٍّ وفيٍّ ورزق المرء في بلده (١)

والمرأة الصالحة خير كنز للإنسان المسلم، وهي أغلى من كنوز الذهب والفضة، فهي إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله، وإذا أقسم عليها أبرته، فعن عبد الله بن سلام قال: قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((خيرُ النِّساءِ مَن تَسُرُّكَ إذَا أبْصَرْتَ، وتُطيعُكَ إذا أمَرْتَ، وتحفَظُ غَيْبتكَ في نَفْسِهَا ومالِك)) (٢)، فقوله - صلى الله عليه وسلم -: من تسرك إذا أبصرت: كناية عن جمال الخلقة ونظافة الملبس، وكمال الزينة، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: وتطيعك إذا أمرت: كناية عن طيب عنصرها، وحسن تربيتها، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: وتحفظ غيبتك في نفسها ومالك: كناية عن قوة دينها وصدق إيمانها بالله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -.

وحُقَّ لمن توفَّرت فيها هذه الصفات أن يصفها الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم - بأنها خير النساء.

والزوجة الصالحة فيض من السعادة، يغمر البيت ويملؤه سروراً وبهجة، فعن أبي أمامة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما اسْتَفَادَ الْمُؤْمِنُ بَعْدَ تَقْوَى الله خَيْرًا له من زَوْجَةٍ صَالِحَةٍ: إن أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ، وَإِنْ نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ، وَإِنْ أَقْسَمَ عليها أَبَرَّتْهُ، وَإِنْ غَابَ عنها نَصَحَتْهُ


(١) من كتاب بناء الأسرة المسلمة، الحلقة الثانية، حسين محمد يوسف
(٢) أخرجه الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة (٩/ ٤٥٦ رقم ٤٢٩)، والحاكم في المستدرك (٢/ ١٧٥ رقم ٢٦٨٢)، والطيالسي في مسنده، برقم ٢٣٢٥، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم ٣٢٩٩.

<<  <   >  >>