للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وثبت أن عمر - رضي الله عنه - أراق اللبن المغشوش بالماء تأديباً للغاش، وزجراً للناس عن غش المبيعات (١)، فعلى المسلم أن يراعي في كسبه على أسرته الكسب من الحلال الطيِّب؛ لأن التجَّار الذين يأكلون أموال الناس بالباطل هم الفجَّار؛ لحديث رفاعة - رضي الله عنه -: أنه خرج مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المصلَّى فرأى الناس يتبايعون، فقال: «معشر التجار»، فاستجابوا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورفعوا أعناقهم وأبصارهم إليه، فقال: «إن التُّجار يبعثون يوم القيامة فجاراً إلا من اتقى الله، وبرَّ، وصدق» (٢).

وعن عبد الرحمن بن شبل - رضي الله عنه -، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إن التجار هم الفجَّار» فقالوا: يا رسول الله أليس قد أحل الله البيع؟ قال: «بلى ولكنهم يحدِّثون فيكذبون، ويحلفون


(١) ذكره شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى، ٢٨/ ١١٥، ونسبه إلى مالك في المدونة، وذكره ابن القيم في الطرق الحكمية، ص ٣٨٨، وانظر: حقوق الإنسان في الإسلام (ص ٩٠).
(٢) الترمذي، كتاب البيوع، باب ما جاء في التجارة وتسمية النبي - صلى الله عليه وسلم - إياهم، برقم ١٢١٠، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وابن ماجة كتاب التجارات، باب التوقي في التجارة، برقم ٢١٤٦، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه، ٢/ ٢٠٨، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم ١٤٥٨، وقال في صحيح الترغيب والترهيب: «صحيح لغيره» بينما قال في ضعيف سنن الترمذي ص ١١٧: «ضعيف».

<<  <   >  >>