للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من غير إعذار منه، ومن غير قَبولٍ لِعذر من اعتذر إليه؛ بل يكون له في نفس الأمر عذرٌ، ولا تَدَعُه شدةُ المغيرة أنَ يقبل عذرَه. وكثير ممن يقبل المعاذير يحمله على قبولها قلّةُ المغيرة حتى يتوسّع في طرق المعاذير، ويرى (١) عذرًا ما ليس بعذر، حتى يعذِر كثير منهم بالقدَر.

وكلٌّ منهما غيرُ ممدوح على الإطلاق. وقد صحّ عن النبي أنه قال: "إنّ من الغيرة ما يحبّها الله، ومنها ما يبغضه الله. فالتي يبغضها (٢) الغيرةُ في غير ريبة" (٣). وذكر الحديث (٤). وإنّما الممدوح اقتران المغيرة


(١) ف: "ويرى في طرق المعاذير".
(٢) ل: "يبغضها الله".
(٣) س: "من غير ريبة".
(٤) أخرجه أحمد ٤/ ١٥٤ (١٧٣٩٨) وعبد الرزاق في الجامع ١٠/ ٤٠٩ - ٤١٠ (١٩٥٢٢) والطبراني ١٧/ ٣٤٠ (٩٣٩) وابن خزيمة (٢٤٧٨) وغيرهم، من طريق معمر عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن عبد الله بن زيد الأزرق عن عقبة بن عامر فذكره.
ورواه هشام الدستوائي عن يحيى قال: حُدِّثتُ أن أبا سلام قال حدثني عبد الله بن زيد أن عقبة بن عامر قال، فذكره. أخرجه الطبراني ١٧/ ٣٤١ (٩٤٠).
ورواه أبان العطار والأوزاعي وحجاج الصواف وحرب بن شداد كلهم عن يحيى بن أبي كثير عن محمَّد بن إبراهيم التيمي عن ابن جابر بن عتيك عن أبيه فذكره. أخرجه أحمد (٢٣٧٤٧، ٢٣٧٤٨، ٢٣٧٥٢) والطبرانى ٢/ ١٨٩ - ١٩٠ (١٧٧٣ - ١٧٧٧) وابن حبان (٢٩٥) وغيرهم.
ورواه شيبان واختلف عنه، فرواه عبيد الله بن موسى عن شيبان مثل رواية الجماعة. أخرجه الطبراني ٢/ ١٩٠ (١٧٧٧). ورواه وكيع عن شيبان عن يحيى فجعله من مسند أبي هريرة. أخرجه ابن ماجه (١٩٩٦).
وطريق الجماعة هو أرجحها مع أن فيه ابن جابر بن عتيك وهو إما =

<<  <  ج: ص:  >  >>