للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا كلّه أثر الذنوب والمعاصي، كمن له جند (١) يدفعون عنه الأعداء، فأهمل جنده، وضيّعهم، وأضعفهم، وقطع أخبارهم، ثم أراد منهم عند هجوم العدو عليه أن يستفرغوا وسعَهم في الدفع عنه بغير قوة! هذا، وثَمَّ أمرٌ أخوَفُ من ذلك وأدهى منه وأمرّ، وهو أن (٢) يخونه قلبُه ولسانُه عند الاحتضار والانتقال إلى الله تعالى، فربما تعذر عليه النطق بالشهادة، كما شاهد (٣) الناسُ كثيرًا من المحتضرين أصابهم ذلك، حتّى قيل لبعضهم: قل: لا إله إلا الله، فقال: آه! آه! لا أستطيع أن أقولها!

وقيل لآخر: قل: لا إله إلا الله فقال: شاه، رخُّ (٤)، غلبتك. ثم قضى.

وقيل لآخر: قل: لا إله إلا الله، فقال:

يا رُبَّ قائلةٍ يومًا وقد تعبَتْ … كيفَ الطريقُ إلى حمّام مِنجابِ (٥)

ثم قضى (٦).


(١) س: "كمن ليس له جند"، خطأ.
(٢) س: "أنه".
(٣) ز: "شهد".
(٤) الشاه والرُّخّ من قطع الشطرنج.
(٥) س: "أين الطريق"، وفي الحاشية أشير إلى هذه النسخة. و"حمّام منجاب" بالبصرة منسوب إلى منجاب بن راشد الضبيّ. قاله ابن قتيبة في المعارف (٦١٤)، وكذا في معجم البلدان (٢/ ٢٩٩). وقال الثعالبي في ثمار القلوب (٣١٨) إن الحمام المذكور كان لامرأة اسمها منجاب!
(٦) كتاب المحتضرين (١٧٨)، التعازي والمراثي (٢٥٢). وانظر محاضرات الأدباء =

<<  <  ج: ص:  >  >>