للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن لا تُدخِلوا (١) منه إلا الباطلَ (٢)، فإنّه خفيف على النفس تستحليه وتستملحه، وتخيّروا (٣) له أعذب الألفاظ وأسحرَها للألباب، وامزجوه بما تهوى النفوس مزجًا. وألقُوا الكلمة، فإنْ رأيتم منه إصغاءً إليها فزُجّوه بأخواتها. وكلّما صادفتم منه استحسان شيء فالْهَجُوا له (٤) بذكره.

وإيّاكم أن يدخل من هذا الثغر شيء من كلام الله أو كلام رسوله (٥) Object أو كلام النصحاء! فإن غُلِبتم على ذلك، ودخل من ذلك شيء (٦)، فحُولوا بينه وبيّن فهمه وتدبّره، والتفكر فيه (٧)، والعظة به، إمّا بإدخال ضدّه عليه، وإمّا بتهويل ذلك وتعظيمه، وأنّ هذا أمر قد حيل بين النفوس وبينه، فلا سبيل لها إليه، وهو حمل ثقيل عليها لا تستقِلّ به، ونحو ذلك؛ وإمّا بإرخاصه على النفوس وأنّ الاشتغال ينبغي أن يكون أهمَّ (٨) بما هو أعلى (٩) عند الناس، وأعزّ عليهم، وأغرب عندهم، وزبونه القابلون (١٠) له أكثر. وأما الحق (١١) فهو مهجور،


(١) ز: "يدخل".
(٢) ف: "بالباطل".
(٣) س: "وتحرّوا".
(٤) "له" ساقط من ف.
(٥) س: "وكلام رسوله". وسقط "كلام الله أو" من ل.
(٦) س: "شيء من ذلك".
(٧) ف: "تفكره والتدبر فيه". ز: "تدبره وتفكره فيه".
(٨) "أهمّ" كذا في جميع النسخ! وقد حذفها الناشرون.
(٩) ز: "أغلى" بالمعجمة.
(١٠) س: "القائلون"، خطأ. ووضع بعضهم في ف علامة الهمزة مع وجود نقطة الباء! وفي ز: "زبونهم". وكلمة "الزبون" مفردة، واستعملت هنا للجمع.
(١١) س: "الخلق"، خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>