للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بإفساد حبيبته (١) والجنايةِ على فراشه أعظمُ من ظلمه بأخذ ماله كلّه (٢). ولهذا يؤذيه ذلك أعظمَ مما يؤذيه أخذُ ماله، ولا يعدل ذلك عنده إلا سفكُ دمه. فيا له من ظلمٍ أعظمَ إثمًا مِن فعلِ الفاحشة!

فإن كان ذلك حقًّا لغازٍ في سبيل الله وُقِف له الجاني الفاعل يوم القيامة، وقيل له: "خذ من حسناته ما شئت"، كما أخبر بذلك النبي . ثم قال النبي (٣) : "فما ظنّكم" (٤)؟ أي فما تظنّون يُبقي له من حسناته؟

فإن انضاف إلى ذلك أن يكون المظلوم جارًا أو ذا رحم تعدّد الظلمُ وصار ظلمًا مؤكدًا بقطيعة الرحم وأذى الجار. و"لا يدخل الجنةَ قاطعُ رحم لا (٥) ولا "من لا يأمن جارُه بوائقَه" (٦).

فإن استعان العاشق على وقال معشوقه بشياطين الجنّ (٧) -إما بسحر أو استخدام أو نحو ذلك (٨) - ضمَّ إلى الشرك والظلم كفرَ السحر.

فإن لم يفعله هو ورضي به كان راضيًا بالكفر غيرَ كاره لحصول مقصده به (٩)، وهذا ليس ببعيد من الكفر.


(١) ف: "وظلمه بإفساد حبيبه".
(٢) "كلّه" ساقط من س.
(٣) ز: "رسول الله". وفي ل في الموضعين: "رسول الله".
(٤) تقدم تخريج الحديث في ص (٢٦٣).
(٥) من حديث جبير بن مطعم . أخرجه البخاري في الأدب، باب إثم القاطع (٥٩٨٤)؛ ومسلم في البر والصلة، باب صلة الرحم … (٢٥٥٦).
(٦) تقدّم تخريجه (٢٦٣).
(٧) كلمة "الجن" ساقطة من ف.
(٨) ما عدا س: "ونحو ذلك".
(٩) "به" ساقط من ف، ل. وفي ف: "مقصوده".

<<  <  ج: ص:  >  >>