للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنشد:

أخلو به فأعِفّ عنه تكرُّمًا … خوفَ الديانة لستُ من عشّاقِه (١)

كالماء في يد صائم يلتذّه … ظمأً فيصبر عن لذيذ مذاقه (٢)

وقال إسحاق بن إبراهيم (٣): أرواح العشاق عطرة لطيفة، وأبدانهم رقيقة خفيفة، نزهتهم المؤانسة، وكلامهم يُحيي مَواتَ القلوب، ويزيد في العقول؛ ولولا العشق والهوى لبطل نعيم الدنيا.

وقال آخر: العشق للأرواح بمنزلة الغذاء للأبدان. إن تركتَه ضرّك، وإن أكثرتَ منه قَتَلك (٤). وفي ذلك قيل:

خليلَيّ إنّ الحبَّ فيه لذاذةٌ … وفيه شقاء دائم وكروبُ

على ذاك ما عيشٌ يطيب بغيره … ولا عيشَ إلا بالحبيب يطيبُ

ولا خيرَ في الدنيا بغير صَبابة … ولا في نعيم ليس فيه حبيبُ (٥)


(١) "تكرمًا" ساقط من ز. وفي ت مكانه: "من الخنا". وفي فتوى في العشق (١٨٣): "كأنني"، وهو أجود.
(٢) انظر القول مع الشعر في فتوى في العشق (١٨٣).
(٣) هو إسحاق بن إبراهيم الموصلي الأديب النديم المغنّي المشهور المتوفى سنة ٢٣٥ هـ، لا الإِمام إسحاق بن راهويه كما في بعض طبعات الكتاب. انظر منازل الأحباب (١٨٥).
(٤) البصائر والذخائر (٢/ ١٦٨)، ومنازل الأحباب (١٨٥).
(٥) منازل الأحباب (١٨٥)، وروضة المحبين (٢٨١). ونقل المؤلف البيت الثالث في الروضة (٢٨٤) وهو في الواضح المبين (٦٤). وفي ز: "بغير صيانة"، تصحيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>