للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأدخله الجنّة" (١). ثم أنشد:

انظر إلى السِّحر يجري في لواحظه … وانظر إلى دَعَجٍ في طرفه الساجي (٢)

وانظر إلى شعَراتٍ فوق عارضه … كأنهنَّ نِمالٌ دبَّ في عاجِ

ثم أنشد:

ما لهم أنكروا سوادًا بخَدَّيْـ … ـهِ ولا ينكرون وردَ الغصون

إن يكن عيبُ خدِّه بدَدَ الشَّعـ … ـرِ فعيبُ العيون شَعْرُ الجفونِ (٣)

فقلت له: نفيتَ القياس في الفقه، وأثبتَّه في الشعر. فقال: غلبة الوجد وملكة النفس دعَوَا إليه. ثم مات من ليلته (٤).

وبسبب معشوقه صنّف كتاب "الزهرة". ومن كلامه فيه (٥): من يئس ممن (٦) يهواه ولم يمُتْ (٧) من وقته سلاه وذلك أنً أول روعات اليأس (٨) تأتي القلب، وهو غير مستعدّ لها، فأما الثانية فتأتي القلب، وقد وطّأته لها الروعة الأولى (٩).


(١) انظر كلام المصنف على هذا الحديث في آخر الفصل.
(٢) س: "من لواحظه".
(٣) ورد الشطر الأول في ف هكذا: "إن يكن عيبه عيب الشعر".
(٤) ف: "في ليلته". وانظر: تاريخ بغداد (٥/ ٢٦٢).
(٥) وأوله عنوان الباب الثامن والأربعين منه. انظر ص (٤٥٢).
(٦) ز: "تأسّى بمن". وفي س: "باس بمن".
(٧) في الزهرة: "لم يلتفت"، ولعل صوابه: "لم يُفتلَتْ".
(٨) ز: "التأسي"، تحريف.
(٩) "الأولى" ساقط من س. وفي الزهرة: "الأولة".

<<  <  ج: ص:  >  >>