للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سواء كان علميا أو عمليا، فيجعل عبادة الله وحده ومحبته وخشيته ونحو ذلك من أصول الدين١.

وقد عرّف بعض العلماء علم أصول الدين بأنه: "علم يقتدر معه على إثبات الحقائق الدينية, بإيراد الحجج لها، ودفع الشبه عنها"٢.

ملاحظتان:

وإذا كان هذا التعريف منسجما مع ما يرمي إليه علماء الكلام غالبا، فينبغي أن نلاحظ هنا أمرين:

أولهما: أن أصل الدين هو توحيد الله تعالى وعبادته وطاعته، وسمي هذا العلم بذلك لأن سائر أمور الدين كلها تبنى عليه.

ثانيهما: أن بعض علماء الكلام أدخلوا في مسمى "أصول الدين" ما ليس من الدين حقيقة، ولا من أصوله، مثل الدلائل والمسائل الفاسدة التي أكثروا منها في كتبهم، وتجد أمثلة على هذا في نفي الصفات والقدر، ونحو ذلك من المسائل، كما تجد له أمثلة أخرى في الاستدلال على حدوث العالم بحدوث الأعراض التي هي صفات الأجسام القائمة بها، وما يتبع ذلك من المقدمات التي يحتاج إليها هذا الدليل.

وهذا كله، وأمثاله، لم يدع إليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولم يجعله دليلا على الإقرار بالله الخالق ووحدانيته، ونبوة أنبيائه؛ ولذلك اعترف حذّاق علم الكلام بأن طريقتهم تلك ليست طريقة الرسل وأتباعهم، ولا طريقة سلف الأمة وأئمتها، وذكروا أنها


١ انظر: "مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية": ١٩/ ١٣٤.
٢ انظر: "أبجد العلوم" لصديق خان: ٣/ ٦٧، "مفتاح السعادة" لطاش كبرى زاده: ٢/ ١٣٢.

<<  <   >  >>