للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النسبة إلى الأثر، تعني: الحديث وطلبه واتباعه١.

ومن هذه الإطلاقات لكلمة السلف نخلص إلى أن هذا اللفظ يشمل: الصحابة والتابعين وتابعيهم من الأئمة الذين يقتدى بهم، كالأئمة الأربعة: أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل، وكذلك سفيان الثوري, وابن عيينة, وحماد بن سلمة, وحماد بن زيد, وابني أبي شيبة, والبخاري, ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة ... وغيرهم من الأئمة الأجلاء الأعلام الذين شُهد لهم بالإمامة في الدين والورع والتقوى ظاهرا وباطنا، وتلقى الناس كلامهم بالقبول والعمل به خلفا عن سلف٢ دون اعتبار لزمن معين، وعندئذ يتحدد مذهب السلف بما كان عليه الصحابة الكرام والتابعون وتابعوهم من الأئمة المذكورين٣.

ويخرج عن السلف كل من رُمي ببدعة أو اشتهر بلقب غير مرضي، أي: الفرق المخالفة للسنة ولمذهب الصحابة وما كانوا عليه، مثل: الروافض، والخوارج، والقدرية، والمرجئة, والجبرية، والمعتزلة، والمشبهة أو المجسمة وسائر الفرق الضالة، فهؤلاء ليسوا على ما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته، بل هم مخالفون لهم، ومخالفون لأهل السنة والجماعة من فقهاء الأمة وعلمائها الذين يقتدى بهم في الدين٤.

وكذلك: ليس من مذهب السلف -رحمهم الله- حمل الناس على اعتقاد لم يعتقده الرسول وأصحابه، ولا امتحان الناس بما لم يمتحنهم الله تعالى به، والعمل على الفتنة وتفريق صفوف الأمة.


١ "قواعد المنهج السلفي" ص٢٣.
٢ انظر: "لوامع الأنوار البهية": ١/ ٢٠ "المدخل إلى مذهب الإمام أحمد" لابن بدران ص٤٢١, ٤٢٢، "نموذج من الأعمال الخيرية"، ص١١، ١٢، "الحجة في بيان المحجة": ٢/ ٤٧٣-٤٧٦.
٣ المراجع السابقة، وانظر: "السلفية ودعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب" ص١٠، ١١، "أهل السنة والجماعة، معالم الانطلاقة الكبرى" ص٥١، ٥٢.
٤ المراجع السابقة، و"الفرق بين الفرق" للبغدادي ص٣١٨-٣٢٢.

<<  <   >  >>