للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثانيا: تواردت أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم

تقيم الأدلة على صحة هذا المنهج في العودة للقرآن والتمسك بما ثبت عنه، فقال عليه الصلاة والسلام؛ فيما رواه علي رضي الله عنه، قال: إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:

"ألا إنها ستكون فتنة" فقلت: وما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: "كتاب الله، فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبّار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضلّه الله، وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يَخْلَق على كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنته الجن -إذ سمعته- حتى قالوا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا، يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ} من قال به صدق، ومن عمل به أُجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هُدي إلى صراط مستقيم"١.

ولذلك قال ابن عباس رضي الله عنهما: تضمن الله لمن قرأ القرآن وعمل بما


١ أخرجه الترمذي: ٨/ ٢١٨-٢٢١، والدارمي: ٢/ ٤٣٥، والإمام أحمد: ٢/ ٨٨ "تحقيق الشيخ شاكر"، والبغوي في "التفسير": ١/ ٣٩, وفي "شرح السنة": ٤/ ٤٣٨، وعزاه الهيثمي في "المجمع" "٧/ ١٦٥" للطبراني مختصرا. وفيه عمرو بن واقد، وهو متروك. وقال الترمذي: "حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حمزة الزيات, وإسناده مجهول" وقال ابن كثير في "فضائل القرآن" الملحق بالتفسير "٤/ ٥٨٢": " ... وقصارى هذا الحديث أن يكون من كلام أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، وقد وهم بعضهم في رفعه، وهو كلام حسن صحيح، على أنه قد روي له شاهد". وقال ابن الوزير في "ترجيح أساليب القرآن" ص١٥: "وقد رواه السيد الإمام أبو طالب في "أماليه" بسند آخر من حديث معاذ بنحوه ... ولم يزل العلماء يتداولونه، فهو مع شهرته في شرط أهل الحديث متلقى بالقبول عند علماء الأصول، فصار صحيح المعنى في مقتضى الإجماع والمنقول والمعقول".

<<  <   >  >>