للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيه أن لا يضل في الدنيا، ولا يشقى في الآخرة. ثم قرأ: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى} ١.

وتواترت الأحاديث النبوية توجب العمل بالسنة والتمسك بها، وتبين أنها سبب النجاة، بما يدل دلالة قاطعة على أن المنهج الصحيح في استلهام العقيدة -مع سائر الأحكام- إنما يكون بالعودة إلى الصادق المصدوق، المبلغ عن ربه تبارك وتعالى.

وما ورد من هذه الأحاديث أنواع كثيرة, يمكن إدخالها تحت أنواع ثلاثة٢:

النوع الأول: إخباره -وهو المعصوم من الكذب- بأنه قد أُوحي إليه القرآن وغيره، وأن ما بينه وشرعه من الأحكام، إنما هو بتشريع الله تعالى ومن عنده، وليس من عند النبي، وأنه لا يمكن فهم الأحكام من القرآن وحده، بل لا بد من الاستعانة بالسنة، وأن العمل بها عمل بالقرآن نفسه، وأن الأمة قد أمرها الله تعالى بالأخذ بقوله وطاعته واتباع سنته، وأن من أطاعه فقد أطاع الله ومن عصاه فقد عصى الله، وأن الإيمان لا يتم إلا باتباع جميع ما جاء به.

وهذا النوع من الأحاديث يعزّ على الحصر، وقد تقدمت الإشارة إلى بعضها في مناسبات سابقة، كحديث: "ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه" ٣.

وعن أبي هريرة، رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من أطاعني


١ "تفسير الطبري": ١٦/ ٢٢٥ "طبع الحلبي"، "مصنف عبد الرزاق": ٣/ ٣٨٢.
٢ "حجية السنة" ص٣٠٨ وما بعدها، وانظر: "الإبانة" ١/ ٢٢٣-٢٧٠.
٣ انظر فيما سبق ص١٦٥ تعليق ١.

<<  <   >  >>