للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن أبي أمامة أن رجلا قال: يا رسول الله, أنبيا كان آدم؟ قال: "نعم" , قال: فكم كان بينه وبين نوح؟ قال: "عشرة قرون" ١.

قال تعالى:

{كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [البقرة: ٢١٣] .

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس موقوفا قال: "كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الإسلام" ٢.

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق، فاختلفوا، فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين. قال: وكذلك هي في قراءة عبد الله: "كان الناس أمة واحدة فاختلفوا"٣ وكذلك كان يقرؤها أبي بن كعب رضي الله عنه٤. وهذا متناسق مع قوله تعالى:

{وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِيَخْتَلِفُونَ} [يونس: ١٩] .

{وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ


١ أخرجه ابن حبان ص"٥٠٩", والطبراني في "الأوسط" ١/ ٢٥٦، والحاكم: ٢/ ٢٦٢، والبيهقي في "الأسماء والصفات": ١/ ٥١٧. قال ابن كثير: وهو على شرط مسلم.
٢ انظر: "البداية والنهاية" لابن كثير: ١/ ١٠١.
٣ أخرجه الطبري: ٤/ ٢٧٥، وصححه الحاكم في "المستدرك": ٢/ ٥٤٦، ٥٤٧, ووافقه الذهبي. وعزاه السيوطي في "الدر" "١/ ٥٨٢" للبزار وابن المنذر وابن أبي حاتم.
٤ "تفسير ابن كثير": ١/ ٣٦٤ "طبعة الشعب".

<<  <   >  >>