للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: "أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة" ١. وفي رواية: "وكل محدثة بدعة، وكل بدعة في النار" ٢.

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من دعا إلى هدًى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه, لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا" ٣.

وعن العرباض بن سارية -رضي الله عنه- قال: وعظنا رسول الله موعظة بليغة ذرفت منها العيون, ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله, كأنها موعظة مودع فأوصنا. فقال: "أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإن كان عبدا حبشيا، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا. فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين, تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" ٤.

ثالثا: أجمعت كلمة علماء الأمة منذ عهد الصحابة والتابعين:

ومن بعدهم على التحذير من الابتداع في الدين، وذم المبتدعة، وبيان أخطار البدعة:

فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أيها الناس! قد سُنت لكم السنن، وفُرضت لكم الفرائض, وتُركتم على الواضحة، إلا أن تضلوا يمينا وشمالا.


١ أخرجه مسلم: ٢/ ٥٩٢.
٢ أخرجه النسائي من حديث جابر نفسه: ٣/ ١٨٨، ١٨٩.
٣ أخرجه مسلم: ٤/ ٢٠٦٠.
٤ تقدم تخريجه فيما سبق ص٩٣ وتعليق ٢.

<<  <   >  >>