وعن حذيفة -رضي الله عنه- أنه قال: يا معشر القراء استقيموا؛ فقد سبقتم سبقا بعيدا، وإن أخذتم يمينا وشمالا فقد ضللتم ضلالا بعيدا.
وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: عليكم بالعلم, فإن أحدكم لا يدري متى يفتقر إلى ما عنده، وستجدون أقواما يزعمون أنهم يدعون إلى كتاب الله، وقد نبذوه وراء ظهورهم، فعليكم بالعلم، وإياكم والتبدع والتنطع والتعمق، وعليكم بالعتيق.
وعن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- قال: لست تاركا شيئا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعمل به إلا عملت به. إني أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ.
وقد قال في خطبته لما تولى الخلافة: أيها الناس! إنما أنا متبع ولست بمبتدع.
وعن أبي بن كعب -رضي الله عنه- أنه قال: عليكم بالسبيل والسنة؛ فإنه ما على الأرض من عبد على السبيل والسنة ذكر الله ففاضت عيناه من خشية الله فيعذبه الله أبدا ... وإن اقتصادا في سبيل الله وسنة خير من اجتهاد في خلاف سبيل الله وسنة. وانظروا أن يكون عملكم -إن كان اجتهادا واقتصادا- أن يكون على منهاج الأنبياء وسنتهم.
وفي عهد التابعين كذلك كثر التحذير من البدع، لما رأوها بدأت تذر قرنها وتنتشر، فقال الحسن البصري: صاحب البدعة لا يزداد اجتهادا -صلاة وصياما- إلا ازداد من الله بعدا.
وعن أبي إدريس الخولاني أنه قال: لأن أرى في المسجد نارا لا أستطيع إطفاءها، أحب إليَّ من أن أرى فيه بدعة لا أستطيع تغييرها.
وعن الفضيل بن عياض: اتبع الهدى ولا يضرك قلة السالكين، وإياك وطرق