وقد تضافرت جملة من الأسباب, والعوامل الداخلية والخارجية كانت وراء ظهور البدع وانتشارها.
فمن العوامل الداخلية:
أ- الغلوّ:
وهو مجاوزة الحدّ المشروع والتشدّد في الدين، وقد يكون الغلو غلوا في الأشخاص بتعظيمهم ورفع مكانتهم وإطرائهم بما يخرج عن حدود الشرع، وكان هذا سببا في ضلال الرافضة الذين غالوا في علي رضي الله عنه، والسبئية الذين قالوا له: أنت أنت "أي: أنت الله"، وكذلك غلو بعض المتصوفة في شيوخهم حتى ألحقوهم بما لا يستحقونه، فيدعونهم من دون الله، ويصفونهم بما هو من خصائص الربوبية والألوهية.
وقد يكون الغلو تشددا في الدين والعبادة، وتنطعا في فهمه والالتزام بأحكامه، كغلو الخوارج الذين كفّروا مخالفيهم من المسلمين غلوا منهم في فهم آيات الوعيد وأحاديثه، ومثل غلو بعض المتعبدين في عباداتهم وانقطاعهم عن الحياة العملية؛ تأثرا بالرهبانية التي ابتدعها النصارى.
وقد يكون الغلو تشددا في التمسك ببعض المذاهب الفقهية ومعاداة للآخرين، تعصبا وجهالة.
ولذلك جاء في القرآن الكريم التحذير من الغلو، فقال الله تعالى: