للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا} [النساء: ١٧١] .

{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} [المائدة: ٧٧] .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلوّ في الدين" ١.

والأحاديث في ذلك كثيرة تنهى عن الغلو, وتبين آثاره٢.

ب- الاحتجاج بالأحاديث الضعيفة والموضوعة:

مما يروى منسوبا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهي كذب عليه باتفاق أهل المعرفة بالحديث والسنة، فيسمع الجاهل هذه الأخبار فيصدق بها؛ لأنها توافق ظنه وهواه. بل إن المبتدعة قد يقولون أنواعا من الكفر، لا يروون فيه حديثا أصلا. وتجد أمثلة لهذا فيما يقولونه في نزول الله تعالى عشية عرفة يصافح الركبان ويعانق المشاة، وأن النبي


١ أخرجه النسائي: ٥/ ٢٦٨، ٢٦٩، وابن ماجه برقم "٣٠٢٩"، وابن حبان ص"٢٤٩" "من موارد الظمآن"، وابن خزيمة في "الصحيح": ٤/ ٢٧٤، وصححه الحاكم: ١/ ٤٤٦، والبيهقي في "السنن": ٥/ ١٢٧، وابن أبي عاصم في "السنة": ١/ ٤٦، والإمام أحمد في "المسند": ١/ ٢١٥، ٣٤٧. وانظر: "النهج السديد في تخريج أحاديث تيسير العزيز الحميد" ص١٠٩.
٢ انظر بالتفصيل: "الاعتصام": ١/ ٢٥٨، ٢٥٩، "الوصية الكبرى" لابن تيمية ص"٨٤" وما بعدها بتحقيقي، "تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد" ص٣٠٥-٣١٨، واقرأ كتاب "الحكم بغير ما أنزل الله وأهل الغلو" تأليف محمد سرور زين العابدين. وعند دفع هذا الكتاب للطبع صدرت دراسة قيمة عن "الغلو في الدين في حياة المسلمين المعاصرة" تأليف عبد الرحمن بن معلى اللويحق، طبع مؤسسة الرسالة.

<<  <   >  >>