-صلى الله عليه وسلم- قد رأى ربه في الطواف أو وهو خارج من مكة ... وأمثال ذلك من الكذب والضلال. وهنا وقع في الضلال والانحراف طائفتان: إحداهما غالت في نفي الرؤية حتى نفت ما هو ثابت من رؤية المؤمنين ربهم -تبارك وتعالى- في الجنة، والأخرى غالت في الإثبات حتى وقعوا في الحلول والاتحاد.
وكلاهما أُتي من قبل احتجاجه بأخبار مكذوبة, مع إعراضه عما هو ثابت في نصوص الشريعة من الكتاب والسنة١.
جـ- اتباع الظن والهوى:
والظن هو الشكوك التي تعرض للبشر والآراء التي يرتئونها مما لا يستندون فيه إلى دليل شرعي ثابت، فيجعلونها حقا ويقينا, وهي حَدْس وأوهام.
واتباع الظن لا ينتهي بالإنسان إلا إلى الضلال والابتداع، وحال الناس في كل جاهلية من الجاهليات القديمة والحديثة شاهد على ذلك، فعندما يُعرِض الإنسان عن المصدر الصحيح الثابت المستيقن الذي يجده في الوحي يقع في الضلال؛ ولهذا حذر الله تعالى نبيه -صلى الله عليه وسلم- من اتباع الظن باتباع أصحابه، فقال:
ثم تأتي الآيات الكريمة تحذّر من اتباع الظن، وتذمّ من يفعل ذلك، وتضع الإنسان أمام المسئولية فتطالبه بالدليل والبرهان، وإلا فإن الإنسان يضرب في بيداء التيه والضلال: