للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ} [الأنعام: ١٤٨] .

{وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} [يونس: ٣٦] .

وفي الحديث: $"إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث ... "١.

أما الهوى: فهو مَيَلَان النفس إلى ما تستلذّه من الشهوات من غير داعية الشرع٢. وبذلك يهوي الإنسان في دركات الضلال، في الدين والدنيا؛ لأنه مخالف لطريق الهداية المستقيم الذي يرسمه له الوحي.

واتباع الهوى مخالفة صريحة واضحة للمقصد الأساسي للشريعة، وذلك أن المقصد الشرعي من وضع الشريعة وبيان الأحكام هو إخراج المكلف عن داعية هواه، حتى يكون عبدا لله اختيارا كما هو عبد لله اضطرارا.

ولذلك جاءت النصوص الشرعية تحذر من اتباع الهوى وتبين آثاره، فقال الله تعالى:

{يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} [ص: ٢٦] .

{وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ} [المؤمنون: ٢١] .


١ أخرجه البخاري: ١٠/ ٤٨٤، ومسلم: ٤/ ١٩٨٥.
٢ "التعريفات"، للجرجاني ص٣٢٠. وانظر: "مفردات الراغب"، "بصائر ذوي التمييز" عند مادة "هوي"، "كشف الأسرار على أصول البزدوي": ١/ ٧.

<<  <   >  >>