وأما تقسيم التوحيد باعتبار متعلقه، فهو يتضمن ثلاثة أنواع:
أحدها: توحيد الربوبية.
والثاني: توحيد الألوهية.
والثالث: توحيد الأسماء والصفات.
وهذه قسمة واقعية بيانية للتوحيد، فإن الكلام فيه إما أن يتعلق بالربوبية وتفرد الله تعالى بالخلق والرزق والإحياء والإماتة والتدبير، وإما أن يتعلق بالألوهية وتفرده سبحانه بذلك، فهو صاحب الأمر والنهي والحكم، وهو الذي ينبغي أن نتجه إليه بالطاعة والعبادة, وإما أن يتعلق بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله -صلى الله عليه وسلم- مما ينبغي له من الصفات العظمى, والأسماء الحسنى.
وأصل هذا التقسيم نجده في كلام الأئمة من علماء السلف؛ كالطبري وابن منده وغيرهما. فهو ليس شيئا مخترعا مبتدعا كما يزعم بعضهم.
العلاقة أو النسبة بين هذه الأقسام الثلاثة:
وقبل أن نخصّص فقرة لكل قسم من هذه الأقسام الثلاثة للتوحيد، نشير إلى العلاقة بينها:
فإن توحيد الربوبية يستلزم ويقتضي توحيد الألوهية، وتوحيد الألوهية هو مقتضى توحيد الربوبية وكذلك توحيد الأسماء والصفات. فتوحيد الربوبية هو المقدمة لتوحيد الألوهية والخطوة الأولى التي توصل إليها، وإلى هذا يشير قوله تعالى: