تمثل شهادة "أن لا إله إلا الله" الشق الأول من القاعدة التي يقوم عليها بناء هذا الدين، وقد أبدأ القرآن الكريم وأعاد في بيان حقيقة الألوهية، التي يجب أن يفرد الله تعالى بها، على لسان كل رسول من الرسل، عليهم الصلاة والسلام:
فالإله هو الذي تسكن إليه النفوس، وتستجير به، وتتّجه إليه لشدة شوقها، فتعبده وتخضع له.
فالذي يتخذ كائنا ما وليا نصيرا وكاشفا عن السوء، وقاضيا لحاجته، ومستجيبا لدعائه، وقادرا على أن ينفعه ويضره، كل ذلك -بالمعاني الخارجة عن نطاق السنن الطبيعية التي أوجدها الله سبحانه- يكون السبب لاعتقاده ذلك: ظنه أن له نوعا من أنواع السلطة على نظام هذا العالم.
وكذلك: كل من يخاف أحدا ويتقيه، ويرى أن سخطه يجر عليه الضرر، ومرضاته تجلب له المنفعة، لا يكون مصدر اعتقاده ذلك وعمله إلا ما يكون في ذهنه