للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال عبد ياليل: أفرأيت الزنا؟ فإنا قوم نغترب ولا بد لنا منه؟

قال: "هو عليكم حرام؛ فإن الله تعالى يقول:

{وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} [الإسراء: ٣٢] ".

قال: أفرأيت الربا؟

قال: "هو عليكم حرام".

قالوا: فإن أموالنا كلها ربا؟

قال: "لكم رءوس أموالكم؛ إن الله تعالى يقول:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [البقرة: ٢٧٨] ".

قالوا: أفرأيت الخمر؟ فإنها عصير أعنابنا، ولا بد لنا منها؟

قال: "إن الله قد حرمها" وقرأ:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} ١ [المائدة: ٩٠] .

وبعد إسلامهم سألوا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يَدَع لهم الطاغية -وهي اللات- لا يهدمها، ثلاث سنين. فأبى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يدعها لهم شيئا مسمى. وإنما كانوا يريدون بذلك -فيما يظهرون- أن يَسْلموا -بتركها- من سفهائهم ونسائهم وذراريهم، ويكرهون أن يروعوا قومهم بهدمها حتى يدخلهم الإسلام. وما زالوا يسألونه أن يتركها لهم سنة سنة، ويأبى عليهم، حتى سألوا شهرا واحدا، بعد مقدمهم، فأبى عليهم أن يدعها شيئا مسمى، فسألوه أن يعفيهم من هدمها بأيديهم، فأعطاهم ذلك.

وقد كانوا سألوه -مع ترك الطاغية- أن يعفيهم من الصلاة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه لا خير في دين لا صلاة فيه" ١.


١ انظر: "زاد المعاد" لابن القيم: ٣/ ٥٩٦ بتحقيق الأرناءوط "إمتاع الأسماع" للمقريزي: ١/ ٤٩٢.

<<  <   >  >>