وبعد إسلامهم سألوا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يَدَع لهم الطاغية -وهي اللات- لا يهدمها، ثلاث سنين. فأبى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يدعها لهم شيئا مسمى. وإنما كانوا يريدون بذلك -فيما يظهرون- أن يَسْلموا -بتركها- من سفهائهم ونسائهم وذراريهم، ويكرهون أن يروعوا قومهم بهدمها حتى يدخلهم الإسلام. وما زالوا يسألونه أن يتركها لهم سنة سنة، ويأبى عليهم، حتى سألوا شهرا واحدا، بعد مقدمهم، فأبى عليهم أن يدعها شيئا مسمى، فسألوه أن يعفيهم من هدمها بأيديهم، فأعطاهم ذلك.
وقد كانوا سألوه -مع ترك الطاغية- أن يعفيهم من الصلاة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنه لا خير في دين لا صلاة فيه" ١.